تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > كرم جبر > مشهد جديد يرسم مستقبل الإعلام !

مشهد جديد يرسم مستقبل الإعلام !

سر جاذبية يوتيوب وتيك توك وانستجرام والبودكاست وفيس بوك وغيرها، إنها تخاطب الجمهور بلغة بسيطة ومباشرة، وخلقت علاقة أكثر حميمية بإشراك المتابعين فى التعليقات، وهو ما لم يستطع الإعلام التقليدى مجاراته.
وسر جاذبيتها أنها تبحث عن التشويق والإثارة دون ضوابط أو قيود، ولا يهمها ان تخترق القيم الأخلاقية والدينية والمجتمعية، من أجل رفع نسب المشاهدة والترند، ولا تعترف بنظريات أو شهادات.
لا أتحدث عن مصر وحدها، ويشهد الإعلام العالمى واحدة من أكبر التحولات فى تاريخه الحديث، المتمثلة فى تراجع الصحافة الورقية وصعود الإعلام الرقمى والذكاء الاصطناعي، ويتشكل مشهد جديد يرسم مستقبل الإعلام فى ظل الطفرات التقنية المتسارعة.
الإعلام يعيش لحظة مفصلية، والصحافة الورقية فى العالم تحاول أن تأخذ قبلة الحياة من الإعلام الرقمى والذكاء الاصطناعى، ورغم ذلك يظل جوهر العمل الإعلامى ثابتاً وهو الإنسان الباحث عن الحقيقة، وسرد المحتوى بأمانة ومهنية.
والتحدى أمام الإعلاميين اليوم ليس الخوف من اختفاء بعض الوظائف، بل القدرة على مواكبة هذا التحول واستثمار الأدوات الجديدة لصالح الطرفين معا، والمستقبل لن يكون ملك الورق أو الشاشة وحدهما، فى ظل مزاحمة المنصات الأكثر قدرة على الجمع بين السرعة والدقة والإنسانية.
فى الولايات المتحدة مثلاً، أعلنت صحيفة «أتلانتا جورنال كونستيتيوشن» أنها ستوقف إصدارها الورقى قبل نهاية العام الحالى، لتتحول كلياً إلى النشر الرقمى ،بينما فقدت ولايات أخرى مثل «إلينوى» صحفاً محلية عريقة مثل «آرثر جرافيك كلاريون» و «نيومان إندبندنت» .
وفى بريطانيا اضطرت صحيفة «إيفنينج ستاندرد» التى كانت جزءاً من يوميات العاصمة لندن، الى التحول الى أسبوعية بعد ان اصبح الإصدار اليومى عبئاً مالياً، أما الصحف الإقليمية مثل «مانشستر إيفنينج نيوز» و «هيل ديلى ميل» فقد شهدت تراجعاً تجاوز ٣٠ ٪فى مبيعاتها الورقية خلال عام واحد.
وفى فرنسا تراجع توزيع الصحف الكبرى مثل «لو فيجارو» وأصبحت تعتمد على الإيرادات الرقمية أكثر من الورقية، فى سابقة تاريخية تكشف أن ميزان القوة تغيّر.
هذه الأمثلة مجرد شواهد على مرحلة تاريخية جديدة، يشهد فيها العالم تراجعا للصحافة المطبوعة، وتفتح الساحة الرقمية أبوابها واسعة، وتحمل معها تحديات جديدة فى التحقق والمصداقية، لكنها أيضاً تمنح فرصاً أكبر فى الانتشار والقدرة على المنافسة.
لكن الصورة ليست مظلمة تماماً، وكما تختفى بعض الوظائف تولد أخرى أكثر ارتباطاً بالعصر الرقمي، وأهمها مدقق المعلومات الرقمية خط الدفاع الأول ضد التضليل، ومهندسو المحتوى الإعلامى المسيطرون على الذكاء الاصطناعى لضمان دقة إنتاجه وتنقيته من الشائعات والمعلومات والمحتويات الكاذبة، وخبراء تطوير طرق تقديم المحتوى بطريقة تفاعلية.
بدأ بالفعل عصر المزج بين الإبداع البشرى والذكاء الاصطناعى لإنتاج إعلام أكثر جاذبية وتأثيرا، والإنسان هو صانع التكنولوجيا وعنصر الأمان للحفاظ على الأمن القومى للدول والشعوب، وهو مخترع الآلة ويحدد مسارها.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية