تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > كرم جبر > مساوئ الفتاوى المعادية للمرأة !

مساوئ الفتاوى المعادية للمرأة !

الإسلام يكرّم المرأة أعظم تكريم، ويصون كرامتها ويرفع شأنها ويحفظ حقوقها، ويسمو بدينها وعلمها وعقلها وفكرها، ورغم ذلك فإن بعض الأدعياء يصدرون فتاوى تحط من قدرها، ويتعمدون إهانتها والتقليل من شأنها.

فتاوى بعيدة تمامًا عن صحيح الدين وتفسد أى دعوة لتجديد الخطاب الدينى بشأن المرأة، وتساعد فى استمرار الفوضى والعشوائية وإحكام السيطرة على ضمائر الناس، ولا يجدى أن تقول لهم أشيعوا بين الناس الرحمة والعدل ومكارم الأخلاق، وأكرموا نساءنا يكرمكم الله، وجعل الإسلام الجنة تحت أقدام الأمهات، وحث على عشرتها بمعروف أو تسريح بإحسان، ورعايتها والإنفاق عليها والسهر على راحتها.

تسرى فتاوى المتطرفين المعادية للمرأة، فى بعض قطاعات المجتمع كالدم الفاسد، الذى لا يحمل للجسم إكسير الحياة، وإنما أسباب الذبول والهزال، والمجتمعات ورقيها وحضارتها، تُقاس بمقدار تمتع المرأة بحقوقها، ورفع جميع أشكال الظلم عنها.

فتاوى المتطرفين تجعل المرأة عورة، من شعر رأسها حتى أصابع قدميها، ووجهها ويديها وعيناها وصوتها، ولم يتعاملوا معها كشريكة فى الحياة، وإنما محظية فى الفراش، وفى سنوات سابقة صدرت فتاوى بإباحة نكاح الصغيرات، مع أن الأزمة فى المجتمعات هى العنوسة، وليس أن يتزوج كبار السن بفتيات صغيرات، وهذا النوع المصاب بالسعار الكاذب، يسيء تفسير الآيات والأحاديث، بما يخدم شهواته المريضة، وينسب ذلك للإسلام، والإسلام بريء منه إلى يوم الدين.

وفى مجتمعات يوجد فيها رجال لا يقدرون معنى الحياة الزوجية، يضعون زوجاتهم فى كل وقت تحت سيف العبث بالطلاق، وتقع المرأة فى دوامة الشك والحلال والحرام، ولا تعرف ما إذا كان من طلقها شفهيًا ما زال زوجها، أم مُحرمًا عليها؟، وأمام لجان الفتوى مئات الأسئلة الحائرة التى تؤرق بال نساء مؤمنات، يبحثن عن حياة تساير شرع الله.

وسمعت آراءً لبعض رجال الدين المحترمين، يطالبون أن يكون الطلاق موثقًا مثل الزواج تمامًا، منعًا للعبث بهذا العقد المقدس، بما يعنى أن الأمر ليس خروجًا عن الإسلام، ولكنه يقع فى إطار تحقيق المصالح دون إهدار الثوابت.

استحوذت المرأة المصرية فى السنوات الأخيرة على وظائف قيادية لم تشغلها فى تاريخها، فى الوزارة والبرلمان والحكومة وغيرها، بجانب عدد كبير من سيدات الأعمال فى القطاع الخاص، ولم يعد تمكين النساء شعارًا أو عبارات إنشائية تطلق فى الهواء، وإنما سياسة تؤمن بها الدولة ويقف فى ظهرها المجتمع.
وفوق كل ذلك أمهات الشهداء العظيمات، ولم يبخلن بفلذات أكبادهن فى معركة بقاء مصر أبية وحرة وكريمة، لا يتحكم فى مصيرها مغامر أو مقامر أو إرهابي، وكانت وقفتهن فى الجنازات تثير فى النفوس الأحزان وأيضًا القوة والعزيمة والإيمان بالله.

المرأة المصرية مجاهدة وصابرة ومشغولة فى البيت وتتحمل المسئولية فى العمل، وتعود إلى منزلها منهكة ومرهقة للإشراف على مذاكرة أولادها وتجهيز الطعام والقيام بمهام تنوء عن حملها الجبال.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية