تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > كرم جبر > متى تنتهى مسرحية الرهائن؟

متى تنتهى مسرحية الرهائن؟

السبب الرئيسى الذى تتذرع به إسرائيل وأمريكا لاستمرار الحرب فى غزة هو الإفراج عن الرهائن، وإصرار حماس على التفاوض بهم، وهى تعلم جيداً أنهم عديمو الجدوى، ولا يشكلون ضغوطاً على نتنياهو.

إعلم جيداً أن الإفراج عن الرهائن لن يكبح رغبة إسرائيل وأمريكا فى استكمال تدمير غزة وتهجير سكانها، ولكنه يدعم المطالب المشروعة عربياً ودولياً، بوقف إطلاق النار فوراً، واستثمار الزخم المتعاطف مع أهالى غزة لوقف نزيف الدم الفلسطينى، وإسقاط ورقة التوت عن وجه إسرائيل القبيح.
استمرار حماس فى اللعب بورقة الرهائن يصرف الأنظار عن القضية الرئيسية، وهى حق الفلسطينيين فى دولتهم المستقلة، والعودة إلى التفاوض، وإضاعة الوقت، مسارات فرعية يدفع الفلسطينيون ثمنها دون أن تحقق أى نتائج من قريب أو بعيد.
 

الرهائن الإسرائيليون هم الورقة الرابحة لنتنياهو للظهور أمام العالم فى صورة الضحية، والزعم كذباً بأنه يمارس حق الدفاع الشرعى عن شعبه، وآن الأوان لإسقاط هذه الحجة الكاذبة.

على حماس أن تدرس الأرباح والخسائر منذ عملية السابع من أكتوبر، وما حققته من نتائج بعيداً عن الحسابات الخاطئة والتقديرات المغلوطة، وتدرك أن القوى المؤثرة فى العالم العربى لم تعد مهتمة-كما كانت منذ سنوات-بما يحدث فى غزة، ولن تستخدم أسلحة ضغط ضد إسرائيل وأمريكا، وهذا معناه أن المدد العربى لن يأتى، وأن المظاهرات الشعبية لن تنفجر فى الشوارع.

ضياع الوقت يعطى إسرائيل فرصة سانحة للمضى فى خطة التهجير القسرى، وإجبار الفلسطينيين على الهروب خشية الموت جوعاً أو بالصواريخ والقنابل، ولا يمكن اللوم على من يفرون من الموت، دون الخداع فى عبارات براقة لم يعد لها ظل على أرض الواقع.

صارت الرهائن قضية كاذبة والدم الفلسطينى تفصيلة هامشية، وبينما تُعرض صور الرهائن على الشاشات كل نصف ساعة، يُمنع بث صور الجثث فى غزة لأسباب تتعلق بالمشاعر، مشاعر الجمهور الغربى الذى يفضل السيرك نظيفًا، بلا دماء تلطّخ شاشته عالية الدقة.
>>>

ذكرى سقوط بغداد

اليوم ٩ أبريل، هو ذكرى سقوط بغداد عام ٢٠٠٣، ولا أدرى لماذا تذكرت وزير الإعلام العراقى محمد سعيد الصحاف، مخترع كلمة
«العلوج» فى وصف قوات الغزو الأمريكية، وبعد الحرب اعتقلته القوات الأمريكية، وكان الوحيد من رجال صدام الذى أطلقت سراحه، ولم تقدمه للمحاكمة.
وبينما كانت القوات الأمريكية فى قلب بغداد، كان «دوبلير» أو «شبيه» صدام حسين يتجول فى الشوارع، رافعاً يديه بالتحية العسكرية، ومصافحة المارة، وكان الصحاف يتحدث عن قطع مؤخرتهم.

إنه سيرك التاريخ الذى أصاب أوطاناً وشرد شعوباً، ويختبئ فى أقنعة الزمن، عرض سياسى لا ينتهى، والجماهير تنتقل بين الأمل واليأس، تصفق أحيانًا وتبكى أحيانًا، مثل جمهور السيرك الذى لا يعرف إذا كان العرض حقيقياً أو تمثيلاً.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية