تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
كلما اقترب يناير !
كلما اقترب يناير يعود شريط الذكريات، أصوات صارخة ولقطات متلاحقة، وقلوب تخفق خوفًا على وطنٍ شعرنا للحظة أنه ينزلق، وكاميرات أجنبية ترصد التفاصيل وتعيد بثّها للعالم، بينما المصريون يتابعون المشهد وداخلهم سؤال: كيف يمكن أن تُستباح دولة بتاريخ مصر بهذه السهولة؟، ومن المستفيد من الانهيار إذا حدث؟
ويظل يناير محمّلًا بدروس، أهمها أن الفوضى مهما بدت جذابة فى بدايتها، تتحول إلى كابوس ثقيل اذا لم يتم كبح جماحها، وأن دفء الوطن واستقراره مسئولية مشتركة يتحملها الجميع يداً بيد.
والرسالة الأهم:
الحفاظ على بلدنا من كل شر، وأن نتعلم من التجربة، لقطع الطريق على محاولات الهدم.. كان الله رحيما بمصر وشعبها ووقفت على قدميها وعادت، رغم أن ما يحدث فى دول حولنا يؤكد أن البلاد التى تذهب لا تعود.
لم تكن الفوضى فقط بل كان هناك من يخطط ويتآمر، وتعطّلت المرافق وارتبكت الأسواق وانهارت الخدمات الأساسية، وتعرضت المنشآت العامة والخاصة للتخريب، وبدا الأمر وكأنها خطة منظمة لإرهاق الناس ودفعهم إلى الشعور بالعجز، ثم تحويل الغضب إلى بوابة للوثوب إلى السلطة، وكان البعض يتعامل مع الأزمة لا بوصفها خطرًا يمكن احتواؤه، بل فرصة ينبغى استثمارها.
ما حدث فى مصر لم يكن معزولًا عمّا جرى فى المنطقة، وسقطت عواصم عربية فى فوضى مرعبة، وحروب أهلية وانقسامات مذهبية ومليشيات مسلّحة واقتصاديات منهارة، وكان رهان الأشرار هو سقوط مصر، الركيزة الأكبر فى المنطقة، و»الجائزة الكبرى» التى تقلب كل الموازين.
وحين يغيب الاستقرار تضيع التنمية، وحين تنتشر الفوضى تتراجع الدولة ويصبح المواطن هو الخاسر الأكبر، اقتصاد تنهكه الأزمات وشائعات تنتشر بسرعة النار فى الهشيم، وكل ذلك يجرى تحت شعار «حرية وعدالة وإصلاح»، وكان يمكن الوصول لذلك دون تخريب الدولة، وأن الطريق إلى الإصلاح لا يمكن أن يمر عبر تكسير العمود الفقرى وهدم مؤسسات المجتمع.
وفتش عن الإخوان الذين تصيدوا الفرصة وقفزوا الى السلطة، بعد أن ظل المشهد يتأرجح بين ظهورٍ صاخب واختفاءٍ حذر، فإذا اشتدت قبضة الدولة كان «الكمون» ويتجنبون المواجهة، وإذا خفّ الضغط تتغير الأدوات ويعود استعراض القوة، حشدٌ وتنظيم وتآمر، ولكن الهدف يظل واحدًا «يا نحكم مصر يا نحرقها».
والدرس المهم هو أن الدولة القوية ليست التى تشتد قبضتها فقط، بل التى تفتح قنوات الحوار وتستمع للناس، وتسدّ الثغرات التى ينفذ منها المحرّضون، والمواطن الواعى ليس ذلك الذى يصفّق أو يرفض بلا تمييز، بل من يدرك أن الخلاف السياسى يمكن احتواؤه، بينما انهيار الدول لا يمكن إصلاحه بسهولة.
ويبقى الوعى الجمعى هو خط الدفاع الأول، وعى يرفض التحريض والفوضى، ويرسخ مفهوم الحفاظ على البلد، ومعالجة ما يحدث من أخطاء بالحوار والمكاشفة، وليس الحرق والتخريب .
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية