تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

فى رمضان.. قلوبنا معكم

كل عام وأنتم بخير.. قلوبنا معكم ونحن فى شهر رمضان المعظم، الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس، بينما النساء والأطفال وأهالينا فى غزة مأساة كبرى، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، فى ظروف مناخية بالغة القسوة، ولا يجدون ما يسد جوعهم فى الشهر الكريم.

نرفع أيدينا بالدعاء على كل ظالم يقتل المدنيين ويغتال فرحة الأطفال ويحرم ملايين الفلسطينيين من الاحتفال بالشهر الكريم، على نتنياهو وعصابته ومجرمى الحرب وكل من تلوثت أيديهم بدماء الأبرياء.

كل عام وأنتم بخير.. وفى شهر الصيام لن يهنأ مواطن عربى بالإفطار والسحور، بينما أهالى غزة يضعون أيديهم على قلوبهم خوفًا من استئناف الحرب، ويبكون على شهدائهم وجرحاهم أثناء أذان المغرب وصلاة الفجر ويعيشون وسط الركام.

ما أصعب الصوم فى العراء والمخيمات فى أجواء الشتاء الصعبة، ووسط الأمطار والثلوج والرياح والوحل، ولا يحصلون على الطعام إلا فى طوابير طويلة تقدم لهم الفتات، بينما يعيش إخوانهم المسلمون فى بلادانهم أجواء الكرم وموائد الرحمن.

فى رمضان يحتاج إخواننا فى غزة إلى الطعام والشراب، بينما تمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية، وتدهسها بالجرافات والأحذية حرب الإبادة بالتجويع، والعالم كله يتابع بالصوت والصورة الجرائم الموثقة من منظمات حقوقية دولية مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، التى وصفت ممارسات إسرائيل بأنها ترتقى إلى نظام الفصل العنصرى، ورغم محاولات تبريرها تحت ذرائع أمنية، فإن الواقع يثبت أن الاحتلال والاستيطان هما السبب الأساسى للصراع.

إنه نتنياهو وعصابته الذين استباحوا القوانين الدولية فى زمن هو الأسوأ فى تاريخ البشرية، ويقف العالم صامتاً ومصدقاً الأكاذيب يُثيرها نتنياهو بأن حماس هى خطر على البشرية، ولابد من القضاء عليها.

وفى رمضان يتقرب العباد إلى المولى عز وجل بالدعاء والصلاة، ويستغفرون ربهم الكريم، ويرجونه غفراناً للذنوب وتكتسى وجوههم بالفرحة وتعمر قلوبهم بالإيمان، وأشقاؤنا فى غزة يعانون ظروفاً لم يمر بها شعب آخر.

ستصب اللعنات فوق رأس نتنياهو وعصابته فى كل أذان وصلاة، وترتفع فى الحناجر صيحات الغضب، فليس معقولاً أن يكون إفطار وسحور أشقائنا على موائد الدم وجنائز الشهداء، والعالم يغمض عينيه وكأن ما يحدث من الأمور العادية.

أشقاؤنا يصومون وهم خائفون من عودة الحرب، مع التصعيدات المتكررة والتوترات المستمرة ويعيشون حالة من القلق والترقب، خشية تنقلب حياتهم مرة أخرى رأسًا على عقب فى أى لحظة لعدم وجود ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار.

كيف تفكر إسرائيل فى وجودها وسط محيط ملىء بالكراهية التى تزرعها، فى منطقة فيها كل أسباب الانفجار، وهل يتحقق الأمن والسلام بالحروب واغتصاب الحقوق؟.

رغم كل معاناة فإن التكافل الاجتماعى بين أهل غزة يبقى قويًا، حيث يتقاسمون القليل الذى لديهم، ويساعدون بعضهم البعض.. الإيمان والأمل يبقيانهم صامدين، فى انتظار يوم يتحررون فيه من هذا الظلم.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية