تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

فى ذكرى مولد المصطفى

أفضل ما نقدمه فى ذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم، هو أن نعيش على سنته ونقتدى به فى حياتنا، وأن نسأل الله أن يرزقنا حبه، ويجمعنا به فى مستقر رحمته، والسلام على من وُلد يوم الاثنين، فكان يومًا من أيام الله المضيئة، وسلام على من عاش رحمة للعالمين، وسلام على من بشّر بالخير ودلّ على الحق وأخرج الناس من الظلمات إلى النور.

كان مولده ليس مجرد يوم عابر فى التاريخ، بل محطة إيمانية يتوقف عندها القلب قبل العقل، ليستحضر ميلاد النور الذى غيَّر وجه الدنيا، وأعاد صياغة الوجود على هدى التوحيد والرحمة.
 

وُلد سيد الخلق فى مكة المكرمة فى عام الفيل، وفى لحظةٍ فارقة كانت الإنسانية فيها تترنح بين ظلمات الشرك والجهل والظلم، فكان ميلاده بشارة بأن عهدًا جديدًا قادمًا، يحمل فى طياته رحمةً للناس.

كان مولده بداية عهد جديد للإنسانية، وعلم البشرية معنى الرحمة الواسعة والعدل الشامل، حتى صار قدوة فى كل جانب من جوانب الحياة، وكان قائدًا عظيمًا وقلبًا رحيمًا، يبتسم فى وجه أصحابه ويواسى الضعفاء، ويشارك الفقراء مجالسهم، ويضع القيم الإنسانية فى أبهى صورها.

أضاء مولده الكون نورًا، وذكراه اليوم قادرة أن تضيء القلوب من جديد، شريطة أن نقترب من سنته، تستظل بظلال رسالته، وما أحوجنا فى زمنٍ تتنازع فيه الأهواء وتكثر فيه الفتن، أن نعود إلى مدرسته لنتعلم كيف نصنع السلام ونبنى الأوطان، ونغرس الرحمة فى كل موضع.

والإصلاح الحقيقى يبدأ من الصدق مع النفس، من دعاء خالص لله: «اللهم طهر قلوبنا، واكشف كربنا واغفر ذنوبنا وأصلح أمرنا واهدنا لما تحب وترضى»، والأمم لا تنهض بالصراخ والمظاهر الشكلية، بل بالنفوس المؤمنة والأخلاق الرفيعة، والقلوب العامرة بالرحمة والصدق.

دعونا لا نرفع شعارات لا نطبقها، ولا نحمل الدين على ألسنتنا فقط، بل نعيشه سلوكًا وأخلاقًا ورحمة فى تعاملاتنا، فكما يقول أهل التقوى: دعونا نرى الدين فى سلوككم، لا فى خطبكم، والأخلاق هى الرسالة الكبرى للإسلام ونبى الرحمة، وبها وحدها يتحقق سلام النفس وسلام المجتمع، بسلام النفس تُبنى الأوطان.
ونؤكد من جديد أن الاحتفال بذكرى مولده الشريف ليس احتفالًا بالشكل والمظاهر، بقدر ما هو استحضار المعانى السامية التى جاء بها، وتجديد للعهد على السير على نهجه؛ ومحبته ليست مجرد كلمات ترددها الألسنة، بل هى عمل يترجم فى الواقع فى صدق المعاملة، وإتقان العمل والعدل مع الناس، والرحمة بالكبير والصغير، والاقتداء به فى كل صغيرة وكبيرة.

إن ذكرى مولد المصطفى دعوة للتأمل فى رسالته، وتجديد الإيمان فى القلوب، والاعتزاز بالانتماء إلى أمة خُتمت برسالة خاتم الأنبياء، هى مناسبة لنقف أمام سيرته العطرة وقفة محب متأمل، ونستمد منها العزم على الإصلاح والبناء.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية