تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
فى تفسير ما يحدث حولنا!
مصر محاصرة بالمؤامرات المختلفة فى المائة سنة الأخيرة على الأقل، قبل احتلال فلسطين ثم دوامة الحروب 48 و67 و73 والإرهاب وثورتين متتاليتين، وقبل أن تهدأ أزمة تطل أزمة أخرى، واستنزاف مواردها وتعطيلاً لخطط التنمية، ولو أُنفقت الأموال التى ضاعت فى الحرب، لكانت فى عداد الدول الغنية.
الصدفة وحدها لا تصلح فى تفسير انفجار الأحداث بهذا الشكل المتلاحق، من الحدود الساخنة من كل الاتجاهات حتى المتغيرات الإقليمية المؤثرة على الاقتصاد المصري، من قناة السويس والسياحة والبترول والدولار وغيرها، وكلها تزامنت فى وقت واحد تقريباً.
وتسعة ملايين نازح من الدول المجاورة بمشاكلهم وأزماتهم ، بما يشكل ضغوطا على الأحوال المعيشية وارتفاع الأسعار، وفشلت المؤامرة الكبرى فى تهجير 2 مليون فلسطينى إلى سيناء.
أفلتت مصر من الوقوع بفضل حكمة الرئيس السيسى فى إبطال مفعولها، وحرصه الشديد على الحفاظ على الأمن القومى المصري، ووعى غالبية المصريين بما يحيط ببلادهم من تحديات، وقدرتهم على امتصاصها والصبر على آثارها السلبية، ولم يكن فى وسع دول عظمى أن تقف على قدميها، إذا تعرضت للكم الهائل من المشاكل والأزمات منذ 2011، ثورتين و جائحة وحرب أوكرانيا وأزمة الغذاء العالمى ومشاكل متراكمة من عشرات السنين ، والطامة الكبرى الحرب فى غزة.
تعودت الدولة المصرية أن تعيش تحت وطأة الأزمات والتحديات فى منطقة لا تعرف الهدوء، ودخلت معركتين متزامنتين فى السنوات الاخيرة، الحرب ضد الإرهاب والتنمية والمشروعات الكبرى، ولم تؤجل مواجهة حتى تنتهى من الأخرى ، وكان عليها أن تتواجد فى كل الملفات.
لم تمتلك مصر رفاهية «اختيار البدائل» فى ظل الظروف الصعبة، ورغم وجهات النظر حول «فقه الأولويات»، إلا أن الدولة قد تم بناؤها بالفعل، وفى دول أخرى يتشاجرون حول «فقه الهدم»، وينتظرون عودة الاستقرار حتى يتم البناء.
فاتورة الحرب ضد الإرهاب بلغت أكثر من 400 مليار دولار، غير تضحيات خيرة الشباب التى لا تقدر بالأموال، وكان يمكن أن تضخ هذه الأموال فى عروق الاقتصاد المصرى.
تجنب الرئيس عبد الفتاح السيسى الأسباب التى أدت إلى عثرات اثنين من البنائين العظام محمد على وجمال عبد الناصر، وكان مفتاح السر هو عدم التدخل فى شئون الغير وعدم السماح للغير بالتدخل فى شئونها، ووقف فى ظهر العمل العربى المشترك، وتفعيل الأمن القومى العربى وتدعيم الثوابت المشتركة بين الأشقاء، واحترام استقلال الدول وسيادتها وحق شعوبها فى الاختيار.
هل تدفع مصر ثمن موقفها من غزة؟
كان مطلوباً تنفيذ خطة تدويل سيناء التى وافق عليها الإخوان، وجعلها منطقة حرة تخضع للقوانين الدولية، وبوابة واسعة لهجرة الفلسطينيين إلى سيناء تحت مظلة اقتصادية، وبالمناسبة كانت الخطة تلقى قبولاً من أمريكا والغرب وحماس وقوى إقليمية، وتحطمت على صخرة الموقف القوى للجيش والرئيس السيسى، ورفضت بشكل قاطع كل ضغوط وإغراءات تهجير الفلسطينيين.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية