تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
فتاوى السطو على إيرادات الدولة!
من أين تنفق الدولة على التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية إذا كان بيننا مَن يستهدف تخريب مواردها، مستخدمًا غطاءً شرعيًا عبر فتاوى حديثة؟
سيناريو تآمرى فاشل، لأنهم يحاولون استعادة الزمن، والزمن لا يعود أبدًا للوراء، ويستخدمون نفس الخطط الفاسدة والوجوه المحروقة والشخصيات المحرضة، ولكن المصريين يدركون أن بلدهم إذا ضاع مرةً ثانية فلن يعود، ومهما كانت الظروف المعيشية الصعبة، فلن يكون العلاج هو الدعوة لمزيدٍ من إفقار الدولة.
أتوقع أن يتم تجهيز مجموعات من تلك الفتاوى خلال الفترة القادمة وتدريب النشطاء الجُدد للدفع بهم فى الوقت المناسب، بجانب القيادات الإخوانية الهاربة، ليركبوا ناصية الحكمة والموعظة الحسنة، ويزعموا البكاء على أحوال الطبقات الفقيرة والدعوة إلى مزيدٍ من فتاوى السطو والبلطجة.
ولا أظن أن الخلافات الدائرة بين عناصر إخوانية وتيارات أخرى صحيحة، والأقرب أنها تمثيلية لتوزيع الأدوار، وفاتهم أن الضمان الأكيد يقظة الناس الذين لدغوا منهم مرة ومرتين وعشرة، ولن يكرروا المأساة.
والهدف من الحملات المسعورة، إحباط عزيمة الناس والمساس بالجيش، ولكن فاتهم أن رجاله يتحملون مسئوليات جساما لحفظ الاستقرار، وتأمين الحدود المصرية المشتعلة فى كل الجهات، والمطلوب فقط الانتباه.
وتزداد نغمة «الخوف على مصر»، وأنهم ينصحون لوجه الله، وتضخيم مشاعر القلق، والزعم بأن البلاد مقدمة على أزمات كبرى، واستغلال القضايا الجماهيرية مثل السلع والأسعار، وافتعال أزمات معيشية يجرى ترويجها على نطاق واسع، مثلما كانوا يفعلون فى الخبز وأنابيب البوتاجاز والدولار والدواجن والسيارات وغيرها قبل 2014.
توزيع الأدوار بسيناريوهات مختلفة، ومحاولة توسيع رقعة الغضب بين قطاعات من الجماهير، وابتكار أكاذيب حديثة بهدف ضرب الثقة بين الناس وأجهزة الأمن، وتوسيع شبكة «توك شو» على مواقع التواصل الاجتماعى التى تهتم بالشأن المصري، وتكثيف حملات الشائعات والتشكيك فى كل شيء.
وأتوقع إطلاق مبادرات مجهولة الهوية، ظاهرها فتح صفحة جديدة مع سائر القوى السياسية، وباطنها إعادة الإخوان إلى المسرح السياسي، بجانب القوى المُسماة الثورية، تحت شعار «لم الشمل».
سوشيال ميديا أصبحت سلاح أهل الشر، وكما استهدفوا القضاة والضباط والجنود والإعلاميين وغيرهم فى 25 يناير، يستهدفون الآن قطاعات عريضة من الناس، لبث أفكار مسمومة، مثلما كانوا يصدرون فتاوى تقول «مَن قتل الضباط الذين جاءوا لاعتقاله فلا حرج عليه».
ومثلما أصدروا فتاوى تقول: «قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار» و«الوقوف برابعة أفضل من الوقوف بعرفات» و«مَن مات ولم يغزُ مات ميتة الجاهلية» و«إذا رأت الجماعة أنها فى حاجة مُلحة إلى أن يفجر شخص نفسه يكون أمرًا مطلوبًا».
أما الدعوة إلى ضرب المرافق الخدمية والسطو على مواردها، فلن يحقق أمنًا ولا استقرارًا ولا تحسن فى الظروف المعيشية، وإنما خراب ومزيد من الفقر والبؤس، وإذا ضاعت مصر - لا قدر الله - فلن تعود مرة أخرى.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية