تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

غزة والانتخابات

المؤكد أن الحرب الوحشية الإسرائيلية على غزة لها تأثير كبير على شكل الدعاية فى الانتخابات الرئاسية، ونسى المصريون كل شىء إلا شيئين: غزة وسيناء.

غزة الذبيحة التى تتعرض لإبادة جماعية بدأت فى الشمال ثم امتدت إلى الجنوب، لحبس سكانها البالغ عددهم مليونين ونصفًا فى منطقة محدودة تشبه القفص الحديدى.

وسيناء التى تتعافى من الإرهاب، لتواجه أطماع التهجير، وكلاهما "الإرهاب وإسرائيل" خطر داهم يتطلب استمرار حالة التأهب القصوى، وأن تظل الأعصاب مشدودة انتظاراً لما تسفر عنه الأحداث.

وصارت هموم الجبهة الشرقية للحدود المصرية هى الشغل الشاغل، وتصدرت البرامج الانتخابية، وتخضع إرادة الناخبين بشكل كبير لموقف الدولة المصرية، وهى ظروف استثنائية تتحكم فى الانتخابات.

نحن نتحدث دائماً عن "روح أكتوبر" بتحرير سيناء من إسرائيل و"روح 30 يونيو" التى حررت البلاد من قبضة الإخوان، ويضاف إليهما "روح 7 أكتوبر"، عندما أحس المصريون بالخطر بسبب أطماع التهجير، فكان الاصطفاف كبيراً وقوياً خلف الدولة، ومواقفها الوطنية القوية تجاه الأحداث.

وصار الطريق إلى صندوق الانتخابات مرتبطاً بالإجراءات التى تتخذها الدولة حفاظاً على الأمن القومي، وحماية للتراب الوطني، ومنعاً لتصفية القضية الفلسطينية التى حملت مصر اعباءها على كتفها، ولم تتخلَّ يوماً عن التزاماتها.

تحاصرنا الأحداث الساخنة ليل نهار ومصر فى بؤرتها، ولو علم الناس حقيقة المؤامرات التى تحاك لبلادهم لذهبوا إلى اللجان بالملايين، فهو يوم التحدى العظيم، لتفويض الرئيس القادم باتخاذ كافة الإجراءات لحماية سيناء، التى تحررت بدماء وتضحيات الشهداء.

فلا يأتى وقت يبرر فيه أى إنسان التفريط فى شبر واحد من الأراضى المصرية، كما حاول الإخوان أن يفعلوا فى حكمهم، ومهدوا الطريق بإعلان دستورى يتيح لمن يحكم أن يجرى تعديلاً على الحدود.

وأهم المطالب من الرئيس القادم أن يبنى على ما تحقق، ويفتح أبواباً جديدة للأمل والحياة، ويرسخ هوية الدولة المصرية، ويحفز كل عوامل التفوق والإبداع.

ففى فترة حكم الرئيس السيسى شهدت إعلاء شأن المواطنة، وكانت العصر الذهبى للوحدة الوطنية، وازدياد لُحمة العلاقات بين أبناء الوطن، واستمرار هذا النهج بقوة من أهم مفردات الأمن القومى المصري، والمستقبل الآمن للبلاد رهنٌ بإذن الله باختفاء كل أسباب الفتن، والاتجاه إلى المستقبل تحت مظلة الوطن الذى يضم الجميع تحت مظلته.

تخلصنا من الإرهاب المسلح، ولكن لا يزال الإرهاب الفكرى يطل من حين لآخر، ومصر الآمنة المستقرة هى التى تفتح أقصى درجات الوعى لدحر الأفكار المتطرفة، فكل إرهابى يدوس على الزناد، تدعمه فتوى متطرفة.

وعندما استهدف الإرهابيون أبناءنا فى سيناء، كانوا يقولون انهم يقتلون "المرتدين" أولاً ثم "الكفار"، والمرتدون عند الإرهابيين وفى فتاويهم هم خيرة شباب الوطن، بينما لم يطلقوا رصاصة واحدة تجاه إسرائيل.

تطهير العقول لا يقل أهمية عن تطهير الأرض، وبداية الماراثون الطويل لترسيخ الاستقرار هى الذهاب بالملايين إلى اللجان، كرسالة شديدة الوضوح للعالم كله بأن المصريين يصطفون وراء دولتهم.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية