تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
غزة فى انتظار «اليوم التالى» !
أقرب التقديرات المتفائلة تؤكد أن غزة لا يمكن أن تعود كما كانت إلا بعد ١٥ سنة أو أكثر، بشرط ضخ مليارات الدولارات لإعادة الإعمار، بما يعنى استحالة الانتظار تحت وطأة الدمار الشامل حتى تدب فيها الظروف المناسبة للحياة.
إسرائيل تخطط لجعل التهجير إجبارا لا بديل عنه، ولا تكتفى بالدمار الشامل حتى الآن وتتواصل عملياتها العسكرية لتدمر ما سبق تدميره، وتتأكد من استحالة عودة الحياة فى معظم الأماكن والأحياء.
وأصعب شيء فى الحياة، أن يستيقظ إنسان ليلا مذعورًا على ألسنة النيران تلتهم ملابسه والأطفال الصغار ومناظرهم التى تدمى القلوب، ووجوههم ملطخة بالدماء والحرق، وأصعب منه تيارات الهواء الثلجية التى تقتحم الخيام الممزقة على شاطئ البحر والأمطار الغزيرة التى تحولها إلى برك ومستنقعات، والإنسانية التعيسة لا تفعل شيئًا، ولا تمتلك إجبار السفاحين على وقف حرب الإبادة.
الأوضاع تزداد تعقيدا والعالم امتنع حتى عن التعبيرعن الندم والأسف، وسلّم مجلس الأمن الراية البيضاء بعد فشله فى إصدار قرار حاسم بوقف إطلاق النار، لأن أمريكا لا تريد، وتردد نفس الكلمات الخادعة، بأن ذلك يعنى انتصار حماس، وتعاقب شعبًا بأكمله جريًا وراء الأكاذيب.
وتعبير «وقف إطلاق النار» أصبح لا يعبر عن حقيقة الأوضاع الميدانية، فلم تعد فى أيدى مقاتلى حماس أسلحة مؤثرة ، بعد أن اغتالت إسرائيل قادة المقاومة، وأصبحت النيران فى يد طرف واحد هى إسرائيل، والتعبير الأدق هو «وقف العدوان».
أمريكا مع العدالة بالعبارات الكاذبة وتدعم المجزرة الوحشية، ولا تهتز لها شعرة وهى ترى أسلحتها القاتلة تغتال الحياة والبشر، ولا تترك شيئًا فوق الأرض إلا ودمرته، وترصد بالصوت والصورة هدم المستشفيات وقتل المرضى وتدمير المساجد والكنائس ومحطات المياه والكهرباء، فأصبحت الحياة فى غزة مستحيلة، وليس أمام سكانها إلا الفرار من جهنم.
أمريكا تعلن مؤخرا عن صفقة سلاح جديدة لإسرائيل قيمتها ٨ مليارات دولار، بعد أن وافقت فى أغسطس الماضى على صفقة قيمتها ٢٠ مليار دولار تشمل الصواريخ والمروحيات الهجومية والقنابل والرءوس الحربية وأحدث الطائرات، والمؤكد أن استكمال تدمير غزة لا يتطلب هذا الكم الهائل من العتاد، ولكن لاستمرار توسيع نطاق الحروب فى المنطقة، والمنطقة تترقب يوم ٢٠ يناير بعد تولى ترامب السلطة بشكل رسمى، ولعل ما تخاف منه يخالف الظنون.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية