تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > كرم جبر > غزة.. الجحيم بكل أنواعه!

غزة.. الجحيم بكل أنواعه!

آخر الأخبار تؤكد: الجحيم بكل أنواعه يخيّم على غزة، وتواصل القوات الإسرائيلية تطويق المدينة استعدادًا لاجتياح برى واسع، وتتكدس المستشفيات بالجرحى وسط نقص حاد فى الأدوية والوقود، وتغرق الأحياء السكنية فى ظلام دامس بعد انقطاع الكهرباء.

ويلاحق الخوف الأهالى بين القصف المستمر وانعدام المأوى الآمن، وفى ظل غياب أفق للحل، تتصاعد المعاناة يومًا بعد يوم، فى مشهد يختزل أقسى صور الحروب وأبشع تداعياتها الإنسانية.

وهذا معناه: غزة تدخل مرحلة جديدة أكثر دموية ودمارا، مع تصاعد الحديث عن خطط إسرائيلية للسيطرة العسكرية على القطاع وإقامة إدارة مدنية بديلة لا تتبع لا حماس ولا السلطة الفلسطينية، وتشمل الشروط التى أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلى نزع سلاح حماس والقطاع كلياً والسيطرة الأمنية المباشرة، ومشروعا لفرض واقع جديد يتجاوز حدود المواجهة العسكرية.

ويتصاعد الجحيم: الاحتلال المباشر سيضاعف أعداد الضحايا المدنيين، وانهيار ما تبقى من بنية تحتية متهالكة أصلاً، ويجعل غزة فى مأساة إنسانية غير مسبوقة وأكثر من المجاعة، وتلوح فى الأفق سيناريوهات أكثر قسوة، ومأساة إنسانية وسياسية قد تدفع بالمنطقة كلها نحو انفجار يصعب احتواؤه.

والمخاوف الكبرى تتعلق بخطر التهجير، والتصريحات الإسرائيلية المتكررة حول إخراج سكان غزة، إلى جانب استمرار القصف وانعدام الخدمات، وخلق بيئة قد تدفع عشرات الآلاف للنزوح الداخلى والخارجي، ورغم غياب إعلان رسمى لخطة تهجير، إلا أن الوقائع على الأرض تشير إلى أن التغيير الديموجرافى قد يكون هدفاً غير معلن.

فرض إدارة بديلة تحت سيطرة الاحتلال يعمق الانقسام الفلسطيني، ويقضى على أى أفق لتسوية عادلة، ومثل هذه الخطوة تعنى تجميد الحديث عن الدولة الفلسطينية، وتبدو حماس فى وضع صعب، مع ما تواجهه من استنزاف فى القيادات والمقاتلين وصعوبات فى الإمداد، ولا يبقى لها إلا مواصلة حرب استنزاف محدودة.

والمشهد الدولى لا يقل تعقيداً، الولايات المتحدة ومعظم العواصم الغربية تواصل دعم إسرائيل بدرجات متفاوتة، لكنها تواجه ضغوطاً داخلية متزايدة بسبب ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، والدول العربية والإسلامية تنادى بوقف فورى لإطلاق النار، بينما تظل الأمم المتحدة ومجلس الأمن عاجزين أمام الفيتو الأمريكي.

وفى خضم المخاطر التى تهدد بانفجار المنطقة، تتحرك مصر سياسياً ودبلوماسياً لوقف المخطط الإسرائيلي، محذرة من عواقب وخيمة غير مسبوقة.

النتيجة: غزة اليوم تقف على مفترق طرق خطير، الاحتلال العسكرى لن يحقق لإسرائيل الأمن، ويغذى دورة جديدة من العنف والتطرف ويهدد بإشعال صراع إقليمى أوسع، أما على المستوى الإنسانى والسياسي، فهو ينذر بتهجير قسرى وتغيير فى هوية القطاع السكانية، ما يجعل مستقبل غزة مفتوحاً على احتمالات شديدة القسوة.

ورغم الحصار والدمار والخطر القادم يظل أهل غزة متمسكين بالصمود، وتزداد الأصوات التى تطالب المجتمع الدولى بوقف المأساة وإنقاذ المدنيين فورًا.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية