تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

عندى خطاب عاجل إليك

 «من أرض مصر الطيبة

 من الملايين التى تيمها هواك

من الملايين التى تريد أن تراك

 عندى خطاب عاجل إليك

لكننى لا أجد الكلام

الصبر لا صبر له

 والنوم لا ينام»

 أبيات من قصيدة كتبها نزار قبانى فى رثاء الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، الذى تمر اليوم 54 سنة على وفاته «28 سبتمبر 1970» عن عمر يناهز 52 عامًا، ولم يكن مريضًا مرضًا عضالًا، لكنه عاش ومات من أجل فلسطين.

 «لو» كان نزار حيًا هذه الأيام، ماذا كان يكتب لجمال عبدالناصر؟، عن فلسطين الحزينة وغزة الذبيحة، أم عن لبنان وطن المحبة وأشجار الأرز، الذى يتعرض للاجتياح والحرق،

أم عن نظام دولى يتواطأ بالصمت؟.

 مات جمال عبدالناصر ولم يكن يعانى أمراضًا مستعصية يمكن أن تؤدى إلى الموت فى سن مبكرة، سوى السكر الذى أصيب به بعد هزيمة يونيو ونجح الأطباء فى السيطرة عليه، بجانب تصلب الشرايين، وهى أمراض يتعايش معها مَن هم فى السبعين والثمانين.. ولكن الحقيقة هى أن مشاكل العروبة هى التى قتلت عبد الناصر.

كان يضمد جراحه لإزالة آثار العدوان بعد هزيمة يونيو 1967، ففوجئ بحرب قاسية بين الجيش الأردنى والفصائل الفلسطينية فيما سُمى «أيلول الأسود»، ولم يحتمل قلبه المُثقل بالهموم نزيف الدم بين الأشقاء «عدونا ليس بعضنا بل إسرائيل».

 وبذل جهداً خرافياً أدى إلى انسداد ما تبقى من شريانه التاجى، وخروج حالته عن سيطرة الأطباء وفاضت روحه لبارئها بعد أن نجح فى توقيع اتفاق القاهرة من أجل حقن الدماء الفلسطينية.

 أسلم عبدالناصر الروح وقلبه معلق بفلسطين وشعبها وارتفع فوق الصغائر وجحود وغدر قادتها، وكان المشهد الأخير فى مطار القاهرة بعد أن ودع أمير الكويت، وقبله كل الزعماء العرب الذين حضروا القمة الطارئة لوقف مذبحة أيلول الأسود، وعاد إلى بيته وطلب كوب عصير، شربه ومات، تاركاً وراءه عشرات من علامات الاستفهام حول أسباب الوفاة. 

تقرير وفاة عبدالناصر يشير إلى أنه تعرض لصدمة قلبية نتيجة تلف عضلة القلب مما أدى إلى وفاته.. ولم يوضح التقرير أسباب تلف عضلة القلب.. لكنها آلام وأزمات العروبة وضياع حلم تحرير فلسطين.

 فقبل وفاته كان يعمل 16 ساعة فى اليوم، سافر إلى الرباط لحضور القمة العربية، ثم مر على الجزائر وزار طرابلس وبنغازى والخرطوم، ثم طار إلى موسكو وزار الخرطوم.

كان يتنقل بين القاهرة والإسكندرية وأسوان وجبهة القتال، ويقود حرب الاستنزاف.. ورغم ذلك فقد اتهمته بعض تيارات النضال الوهمى بخيانة القضايا القومية، عندما قبل مبادرة روجرز قبل وفاته بقرابة شهر، وزادت آلامه وأوجاعه وأحزانه من المظاهرات التى تنادى بسقوطه، فكيف يُتهم بذلك الزعيم الذى وهب حياته للعروبة وضحى من أجلها بأرواح ودماء شهدائه؟.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية