تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > كرم جبر > عملية القدس.. بداية وليست نهاية!

عملية القدس.. بداية وليست نهاية!

حادث إطلاق النار على الحافلة فى القدس أمس، الذى أسفر عن مقتل إسرائيليين بداية وليس نهاية، وليس سوى مؤشر جديد على أن المشهد فى فلسطين لن يهدأ قريباً، وأن الايام القادمة ستشهد مزيدا من الدماء.
لم تترك إسرائيل فرصة للدعوة الى السلام، وتظن أنها قادرة على العيش بأمن واستقرار تحت مظلة القوة الغاشمة ورسالة حادث القدس واضحة: ما دام الاحتلال قائماً، فلن يكون هناك سلام.
إسرائيل تحاول دائماً أن تُظهر جنودها كما شاهدناهم فى موقع الحادث امس، بملابسهم المحصنة وكلابهم المدربة كرمز للقوة، لكنهم فشلوا فى إحباط العملية قبل وقوعها، وهنا يكمن سر المعادلة: القوة المفرطة لا تصمد أمام حقوق صاحب الأرض، ولا أمام شعب يعيش مأساة يومية ويترسخ فى داخله الرغبة فى الثأر والانتقام.
لم تترك إسرائيل فرصة للدعوة الى السلام، وكيف نلوم الشاب الفلسطينى الذى يعيش فى بيئة لا تعرف إلا القهر والجوع والحصار وهدم المنازل وقصف المستشفيات والمدارس؟ وماذا يفعل عندما تُغلق كل أبواب الأمل، وإسرائيل تدفع الفلسطينيين إلى خيار المواجهة ثم تتباكى على النتيجة؟
لا يريد نتنياهو ان يفهم ان بلاده لن تهنأ بالسلام وهى تحاصر شعباً وتجبره على الاختيار بين التهجير أو الفناء، ولا يعمل حسابا لغضب الشعوب العربية والإسلامية، ومهما اختلفت أنظمتها، باتت حائط صد فى وجه أى مشروع تطبيع، أما الحديث عن «السلام العادل»، فقد تلاشى منذ اللحظة التى قررت فيها إسرائيل أن تبنى أمنها على جثث الأبرياء.
وماذا بعد حادث القدس؟
السيناريو المتوقع: قمع دموى واعتقالات جماعية، واستعراض كاذب من نتنياهو أمام الكاميرات وإطلاق وابل من تهديدات بالانتقام، أما البيت الأبيض فسيذرف دموعاً على الضحايا الإسرائيليين، بينما يغض بصره عن جثث الأطفال الفلسطينيين، وتدفق الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل تحت عنوان حقها فى «الدفاع عن نفسها»، وتزويدها بمزيد من الاسلحة لقتل المدنيين، أما الدول الغربية فلن تتجاوز ردودها بيانات إدانة شكلية تصف العملية بـ»الإرهابية»، وكأن الإرهاب لا يُمارس يومياً على الفلسطينيين.
والشعب الذى يُقتل كل يوم لا يمكن أن يُطلب منه أن يحافظ على حياة قاتليه، وعمليات كهذه ليست سوى نتاج طبيعى للظلم المتراكم، والرسالة واضحة: الأمن لن يتحقق بالقوة، بل بالعدالة، وإسرائيل إذا أصرت على إنكار هذه الحقيقة، فستظل تعيش على فوهة بركان، ينفجر من حين لآخر.
الخلاصة: عملية القدس ليست النهاية، هى مجرد بداية لسلسلة لن تتوقف، إلا بزوال الاحتلال، وعودة الحق فى الحياة الى الشعب الفلسطينى.
والخلاصة: تبقى الدماء هى الحقيقة الأعمق التى لا يجوز المساومة عليها، فليست دماء الإسرائيليين غالية ودماء الفلسطينيين رخيصة، حرمة الإنسان واحدة لا تتجزأ، ولا يصح ازدواجية المعايير فى تقدير قيمة الحياة، ولا علاج لها إلا بتقديس الحق فى الحياة لكل شعوب المنطقة.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية