تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
صوم رمضان والصيام الكبير !
بدأ الصيام الكبير للمسيحيين فى مصر يوم الاثنين ٢٤ فبراير الجارى ويستمر لمدة ٥٥ يومًا حتى عيد القيامة المجيد، وبعده بخمسة أيام يبدأ صوم رمضان الكريم ويستمر ٣٠ يومًا حتى عيد الفطر المبارك، وتعيش مصر هذه الأيام أجواء روحانية، تزيد اللحمة والتقارب والسلام النفسى للمجتمع.
وأجمل الصور الزينات والأنوار فى الشوارع والبيوت، وجموع المصلين فى المساجد والكنائس، وعبارة «كل سنة وأنت طيب» على ألسنة الناس مسلمين ومسيحيين لأحبائهم وجيرانهم، وموائد الرحمن التى تدعو إليها الكنائس، فى تقليد رائع لا يوجد فى بلد آخر غير مصر.
ويعجبنى جدًا التآخى الشديد ببن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وقداسة البابا تاوضروس، وأشعر أنها مشاعر نابعة من القلب، وأنتظر زيارة قداسته للمشيخة لتهنئة الإمام الأكبر، والتقاط صور عنوانها «هذه هى مصر».
قوة الشعب المصرى فى الحفاظ على النسيج الوطنى، وأهم عناصره العلاقة المتينة بين المسلمين والأقباط، وكلما كانت هذه العلاقة مستمرة وقوية، ازدادت حصانة المجتمع وقدرته على مقاومة الفتن.
حاول الاستعمار البريطانى دق الأسافين أيام الاحتلال، وإشعال صراعات بين المصريين بعضهم البعض لتخفيف حدة المقاومة الشعبية، وقابل المصريون ذلك بشعار عظيم هو «الدين لله والوطن للجميع»، وتعانق الهلال والصليب ودقات الأجراس مع صوت الأذان، وخرج الشيوخ والقساوسة فى المظاهرات وأيديهم متشابكة يهتفون باسم مصر.
ولم يجد الداهية اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى فى مصر مفرًا من أن يعترف بفشله زرع الفتن، وأرسل لحكومته تقريرًا يقول فيه: «ذهبت إلى مصر فلم أجد فيها غير مصريين بعضهم يذهب إلى المساجد وبعضهم إلى الكنائس.. ولا فرق».
وأهم دعائم قوة مصر هى الحفاظ على قوام الشعب المصرى وحماية النسيج الوطنى من التمزق، ووأد الفتن فى مهدها، وتعظيم عوامل التلاحم بين جميع الفئات والديانات، والعلاقة المتينة بين المسلمين والأقباط، وكلما كانت هذه العلاقة مستمرة وقوية، ازدادت حصانة المجتمع.
وقوة الدولة فى حكمتها وحسمها، وإشعار الجميع بقدرتها على التدخل السريع لعلاج المشاكل أولًا بأول، وإشعار الجميع بعدالتها ووقوفها على قدم المساواة مع مواطنيها، ولا تحمل على كتفيها أعباء ليست مسئولة عنها.
الكتلة الصلبة من المصريين هى خط الدفاع القوى فى أوقات مثل التى نعيشها الآن، فى منطقة أصبحت حقل تجارب لإعادة تشكيلها، وفى القلب سيناء ومخططات التهجير، التى تتصدى لها الدولة بمنتهى الحسم والقوة.
وأهم أسلحة التصدى والاصطفاف وقطع دابر الشائعات، هى التنبؤ بالفتن القادمة وإجهاضها قبل وقوعها، وحماية الوحدة الوطنية، وبسط عدالة الدولة على الجميع، تحت مظلة المواطنة والمساواة والنظر للجميع كونهم مصريين.. احتفلوا وهنئوا، ستظل مصر بلد الأمن والأمان والسلام والمحبة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية