تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

رسالة إلى الجاحدين!

مصر تدفع ثمنًا فادحًا لموقفها الصلب من القضية الفلسطينية منذ عقود، وتتحمل العبء كأنها تُدافع عن نفسها، وتدفع من دماء أبنائها واقتصادها واستقرارها، ثمن مواقفها المبدئية، لا تساوم ولا تُفرِّط ولا تقبل أن تتحول القضية إلى ورقة فى لعبة سياسية أو ملف قابل للتصفية.

تقف القاهرة فى وجه مخططات التهجير سواء إلى سيناء أو غيرها، وتتصدى لمحاولات منع دخول المساعدات الإنسانية، وتدعم المفاوض الفلسطينى فى أصعب جولات التهدئة، ويتردد بين الحين والآخر كلامٌ جاحد، وتلميحات تنكر ما قدمته وتقدمه.
 

ويجسد الرئيس عبدالفتاح السيسى، هذا الموقف فى كل مناسبة ومحفل، مؤكدًا أن مصر لن تقبل فرض حلول قسرية تتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وتقوم بدور الوسيط الرئيسى فى أصعب جولات التهدئة بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية، وساهمت فى دعم اتفاقات وقف إطلاق النار، مستفيدة من علاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف، وحرصها على منع الانزلاق إلى مواجهة إقليمية أوسع.

لم تكن القضية الفلسطينية يومًا بالنسبة لمصر مجرد شأن خارجي، بل قضية وجود تتصل بالأمن القومى المصرى منذ حرب ١٩٤٨وحتى اليوم، وحملت القاهرة راية الدفاع عن الحق الفلسطينى فى المحافل الدولية، وفى كل مبادرات السلام أو التهدئة، ورغم ما تمر به من تحديات داخلية وضغوط اقتصادية، لم يتغير موقفها، وظلت تؤكد أن الحل العادل لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ١٩٦٧وعاصمتها القدس الشرقية.

هذه المواقف لم تكن مجرد شعارات، بل ممارسات حقيقية دفعت مصر ثمنها سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، ومع ذلك، نجد بين الحين والآخر أصواتًا تتجاهل هذه التضحيات، وتُلمِّح- بجهل أو بسوء نية- إلى تقصير، فى إنكار فج لما بذلته مصر من جهد وعرق ودماء.

فى الميدان الإنسانى، فتحت مصر معابرها للجرحى، وأرسلت قوافل المساعدات رغم العراقيل، وأكدت أن الحل يجب أن يكون على أرض فلسطين لا على حساب أرض عربية أخرى وتتصدى لمحاولات فرض واقع جديد على حساب الشعب الفلسطينى ودول الجوار.

ورغم كل ذلك، يظهر بين الحين والآخر مَن يتجاهل هذه المواقف ويختزل الدور المصرى فى روايات مغلوطة واتهامات باطلة، ولكن الحقائق ثابتة: مصر لم تكن وسيطًا محايدًا، بل طرف أصيل منحاز للحق، مدافع صلب عن فلسطين، مؤمنًا أن القضية ليست مجالًا للمساومة، بل واجب قومى لا يسقط بالتقادم.
إلى الجاحدين، نقول: إنكار التضحيات لا يلغيها، التاريخ شاهد والواقع برهان، ومصر ستبقى مهما كانت التحديات الحصن الأخير للقضية الفلسطينية، تدافع عنها كما تدافع عن أرضها، حتى يتحقق الحق ويعود إلى أصحابه.

إلى الجاحدين، نقول: لولا الموقف المصرى الصلب، لكانت خريطة المنطقة اليوم مختلفة تمامًا، ولربما طُويت صفحة القضية الفلسطينية فى أروقة النسيان، أما مصر فستظل الحصن المنيع للقضية، تحميها بإرادتها، وتدافع عنها بقوتها، حتى يتحقق العدل وينال الشعب الفلسطينى حقوقه كاملة غير منقوصة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية