تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
دروس ٣٠ يونيو
الدرس الأول أن الشعب المصرى لا يخون ولا يُكسر، وخرج بالملايين فى ٣٠ يونيو٢٠١٣ يهتف باسم الوطن، رافعاً راية «الشعب والجيش إيد واحدة»، فى وجه آلة إعلامية مسمومة، وأكاذيب تُطلقها جماعة تتقن التزييف وتشعل الفتن، وكان صوت الجماهير أقوى من كل الضجيج، ونداؤهم أجهض المؤامرة وأربك المتآمرين.
والدرس الثانى هو انحياز الجيش إلى الشعب، ولم تُمَد يد جندى على مصري، بل صارت يده درعًا للوطن، وعصاه تفرق بها بين الحق والباطل، ولم يكن الجيش محايداً، بل كان هو الشعب فى زيه العسكري، والضامن لوحدة الأرض والهوية.
ولولا هذا الالتفاف العظيم لما بقيت مصر، وكانت سيناء ولاية خلافة تحت سطوة أمراء الدم الذين جاءوا من كل مستنقعات الإرهاب فى العالم، ولم تكن فزاعات، بل مخططات ووثائق وتحرّكات على الأرض، وحين انكشفت الأقنعة، كان ضرورياً اجتثاث الداء.
الدرس الثالث هو النجاح فى اجتياز اللحظات المفصلية التى تحدد الأوطان وتكشف معادن الشعوب وتعيد صياغة الحاضر والمستقبل، وكانت مصر على موعد مع هذه اللحظة، حين خرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه، فى مشهد أسطوري، لينقذ وطنه من الضياع، ويعيده من على شفا الحرب الأهلية والانهيار الكامل.
كانت أيامًا صعبة نرجو الله ألا يعيدها، وجثمت على صدور المصريين كالصخور الثقيلة، وتحولت البلاد إلى ساحة مفتوحة للمؤامرات، ولعبة خطرة لجماعة إرهابية تتآمر فى العلن والخفاء، وتسعى لأخونة مصر، ورفع راية الخلافة المزعومة على أرض الحضارة والتاريخ.
لحظات مفصلية تحدد المصير، وتكشف معادن الشعوب، وتعيد صياغة الحاضر والمستقبل، وكانت مصر على موعد مع هذه اللحظة في٣٠يونيو٢٠١٣، ولم تكن المخاوف مجرد هواجس، بل حقائق دامغة، عشناها يومًا بيوم وساعة بساعة، ونحن نرى قصر الرئاسة يفتح أبوابه لمليشيات وقادة تنظيمات العنف، وتعلو الهتافات فى الاستادات والميادين باسم قتلة السادات، ويُركَب المعزول سيارة الزعيم الراحل فى مشهد فجٍّ من محاولات السطو على التاريخ والانتصارات الوطنية.
كلمات المشير عبد الفتاح السيسى فى ذلك الوقت كانت حاسمة: «أوعوا حد يقلق على مصر، إيدينا تتقطع لو اتمدت عليها»، ولم تكن وعودًا، بل عهد حُمل فوق الأكتاف، ودُفع ثمنه بدماء الشهداء، من أبناء الشعب والجيش والشرطة.
لم يعد المصريون فقط رجالاً ونساء، بل صاروا سورًا منيعًا حول وطنهم، وأثبتوا أنهم لا يُرهبون ولا يفرّطون، ولا يخافون فى حب مصر لومة لائم.
وكانت النهاية: أن تشرق شمس مصر من جديد، ويصفو الجو، وتعود الطيور المهاجرة إلى أعشاشها، وتتنفس الأرض هواء الحرية والسيادة والكرامة.
٣٠ يونيو لم يكن مجرد تاريخ.. بل شهادة ميلاد جديدة لوطن قرر ألا يُسرق، وألا يُدار بالوكالة، وألا يُحكم إلا بإرادة شعبه .
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية