لا يجب أبداً أن تضيع البرامج الكبيرة فى تصريحات غير دقيقة، وأن تتسم تصريحات الوزراء والمسئولين بالمصداقية والتزام الحقائق وعدم تقديم وعود يصعب تنفيذها على أرض الواقع، مثل انخفاض الأسعار لأن المواطن عندما يذهب للشراء يكتشف بنفسه حقيقة ما يسمعه.
التعامل مع الجماهير يتطلب ضبط الخطاب الإعلامى والاستعداد للمواقف المفاجئة والأسئلة المباغتة، وأن يتسم المسئول بالهدوء والصبر والكياسة وعدم الانفعال أو الغضب.

فالحكومة تبذل جهوداً كبيرة لتوفير السلع وضبط الأسواق، وليس مطلوباً منها أن تمسك عصا سحرية، وإنما إجراءات متدرجة تؤتى ثمارها على مدى زمنى معقول، وهو ما يفعله رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى الذى تتسم تصريحاته بالصراحة والواقعية.

فالتحديات التى تمر بها البلاد ليست أمراضاً مزمنة لا علاج لها، ولكنها أزمات طارئة ناتجة عن بعض الظروف العالمية والمحلية، والدليل أن الحكومة نفذت تعهدها بوقف قطع التيار الكهربائى فى غضون عدة شهور، لو كانت أزمة مزمنة كما كان قبل 2014 يستغرق علاجها سنوات طويلة وليس شهوراً.

وبرنامج الحكومة وضع يده على بيت الداء، وهو تدهور الصناعة وإغلاق المصانع، والجميع على ثقة بأن نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل الفريق كامل الوزير، لديه القدرة على إحداث ثورة صناعية كبرى، وأوراق اعتماده هى التحسن الهائل فى وسائل النقل وتنوعها على أعلى المستويات العالمية.

وكانت مصر تمتلك قلاعاً صناعية كبيرة، عفا عليها الزمن بسبب الإهمال ونقص التمويل والمنافسة غير العادلة لمثيلاتها المستوردة، وأقرب مثال هو المنسوجات وقلاع المحلة الكبرى وكفر الدوار، ويوم تعود إليها الحياة ستتصدر المنتجات القطنية المصرية العالم كله.

وتكتمل المنظومة بعودة القطاع الخاص بقوة وحماس، فهو القادر على الإدارة الحديثة والحوكمة والمنافسة الشريفة وإطلاق طاقات الإبداع، والدولة تفتح ذراعيها لعودته واحتلال المكانة التى تليق به.

المرحلة القادمة تتطلب بشدة ضبط الخطاب الإعلامى ومواجهة التحديات الحقيقية وأهمها الكتائب الإلكترونية الشاردة التى تبث سمومها فى كل شيء، وتركز على الشباب وإصابتهم باليأس والإحباط.

شباب مصر هم رصيد الذهب فى خزانة الوطن، ويجب تعظيمه وحمايته وإطلاق إبداعاته وإمكانياته، وحمايته من رعاية السوء، فهذا هو السبيل الوحيد للعبور إلى المستقبل.

لم يعجبنى أحد المحافظين مع إحدى السيدات بسبب متاجرتها فى الخبز المدعم، المنظومة لا تستقيم بحالة فردية، وإنما بوضع إطار عام بالاشتراك مع الجهات المسئولة فى المحافظة.

ولم يعجبنى أحد المحافظين وهو يعنف إحدى الطبيبات، ورغم اعتذاره لها بعد ذلك، إلا أن الهدوء والكياسة من أهم مواصفات المسئول أثناء جولاته الميدانية.
لا أذكر مزيداً من الأمثلة فى خضم البرنامج الحكومى الكبير الذى يبشر بالتفاؤل والتعامل مع الأزمات والتحديات ومشاكل الناس الحقيقية والانحياز لهم، برنامج الحكومة الكبير يجد دعما وخطاباً إعلامياً على نفس المستوى.