تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > كرم جبر > بيان الخارجية.. ما بين السطور!

بيان الخارجية.. ما بين السطور!

فى هدوء تام صدر بيان الخارجية المصرية، ليس ردا على حديث تهجير الفلسطينيين الى مصر والأردن، وإنما تأكيدا للموقف المصرى الثابت منذ اليوم الأول للحرب، برفض التهجير بكافة صوره وأشكاله، والدعوة الى النفاذ الى قلب المشكلة، المفاوضات وحل الدولتين.


البيان يحقق التوازن بين مقتضيات الأمن القومى المصرى، والعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، ويرسى أسس التعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة، على الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشأن الداخلى.
 

ما بين السطور دعوة لأمريكا لأن تتفهم الظروف وتعى التوازن الدقيق الذى تسير عليه مصر، وتصنع مزيجا هادئاً بين الاستقرار والتنمية، ويتحقق ذلك بالحفاظ على الأمن فى المنطقة، فالفوضى لن تملأ البطون ولن تحقق تطلعات الشعوب، والاستقرار يحتاج دولة قوية تدافع عن مصالحها.

تنتظر دول وشعوب المنطقة من أمريكا العمل على إحياء حلم إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وإنقاذ السلام القابع فى مشرحة الموت منذ سنوات طويلة، ولن تهدأ المنطقة وتستقر أحوالها إلا إذا تم إحلال السلام.


وتريد من الرئيس ترامب ان يمد الجسور المغلقة والمفاوضات المرهقة، ويعلى شأن الرغبة فى إنقاذ شعوب المنطقة من ويلات الحروب، التى تعمل إسرائيل على توسيع دوائرها وليس إخمادها.

فى علاقة مصر بأمريكا يأتى الأمن القومى المصرى فى الصدارة، والتركيز على الإيجابيات والابتعاد عن السلبيات، امريكا هى الدولة المؤثرة فى الاستثمارات ومؤسسات التمويل الدولية وصاحبة الصوت المسموع فى العالم، وما يعنينا فقط أن تكون الخطوط واضحة ولا يتم تجاوزها.

أمريكا التى ترفع شعارات الحرية والعدالة، وتقدم للعالم نموذجاً للديمقراطية النظيفة، التى تحمى الشعوب ولا تهدمها، وتزيل من أذهان الناس مساندتها ودعمها للتيارات التى تعمل ضد إرادة الدول والشعوب.

اتفاق وقف إطلاق النار يجب ان يمهد الطريق أمام هدوء الأوضاع السياسية ويفتح الباب إلى طاولة المفاوضات والحوار، بدلا من الحديث عن التهجير، واشتعال الجبهات الذى كاد أن يقود المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة باهظة الخسائر على العالم وليس فقط منطقة الشرق الاوسط.

مصر لم تكن مجرد وسيط ولكن شريك استراتيجى يملك خبرة عميقة ووعيا واسعا بتعقيدات هذا الصراع الممتد لعقود طويلة، وهى الدولة الوحيدة القادرة على التحدث مع جميع الأطراف، الأمر الذى يعكس التزامها التاريخى بالقضية الفلسطينية.


والقاهرة هى دائما منصة للحوار بين الأطراف المعنية، بجانب حرصها على تقديم ضمانات لكلا الطرفين لضمان التنفيذ السلس للاتفاق، وهى المدافع التاريخى عن القضية الفلسطينية، وتحافظ على معاهدة السلام مع إسرائيل.


مصر لم تتعامل مع المفاوضات كحدث منفصل، بل كجزء من استراتيجيتها الإقليمية الأوسع التى تسعى لتخفيف حدة الصراعات فى المنطقة، وتقوم بدور مهم للغاية فى معالجة القضايا الإنسانية والسياسية الأعمق فى قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليونى فلسطينى تحت حصار خانق، وهذه هى الملفات الاهم، بدلا من مقترحات يرفضها الجميع.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية