تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > كرم جبر > انهيار خلايا الإخوان فى الداخل والخارج

انهيار خلايا الإخوان فى الداخل والخارج

تبدو جماعة الإخوان، منذ هروب بعض قياداتها إلى الخارج، وكأنها تعيش «فقاعة معزولة» عن الواقع، وخطابها الإعلامى وتحركات لجانها الإلكترونية يكشفان حالة تخبط واضحة، تقوم على تصوراتٍ خاطئة، وتواجه خلاياها انهياراً فى الداخل والخارج.

لا ينكر أحد حجم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التى تواجهها مصر، لكن الإخوان يحاولون ترويج أكاذيب وشائعاتٍ تحريضية ، لا كملفات تحتاج إلى حلولٍ واقعية، وتاريخ الدول يثبت أن الفوضى التى يحرّضون عليها - لا قدر الله -لا تقود إلا إلى الخراب، وأن الشعوب التى تُدفع إلى المجهول نادرًا ما تعاود الوقوف.

والخطاب الإخوانى ما زال أسيرًا لنفس ذهنية التآمر التى لازمت الجماعة منذ نشأتها ، فعلى الرغم من مرور ما يقرب من ١٥عاماً على أحداث يناير، لم تلتقط الجماعة التحولات الكبيرة التى شهدتها الدولة، ولا أدركت أنها دولة راسخة لا تهتز بتقارير مُفبركة ولا بأصوات من الخارج ، وأنها تستمد قوتها من مؤسساتها الراسخة وعمقها التاريخى، وهو ما لم تستطع الجماعة أن تفهمه وهى تتعامل مع الدولة بمنطق التنظيم لا بمنطق الحكم.

أكبر خطايا الإخوان كانت اعتقادهم أن السلطة يمكن إدارتها من «مكتب الإرشاد» بدلًا من مؤسسات الدولة الرسمية، وهذا الخلل كان بداية الانهيار، وتلاه تصعيد عمليات الإرهاب التى ارتدت على الجماعة فى الداخل والخارج، وحوّلتها إلى عبء أمنى و فكرى ، ومع تزايد الهجمات الإرهابية، ازداد تلاحم الشعب والجيش والشرطة، وبرزت عزيمة الدولة فى مواجهة العنف حتى نهايته.

ولم يتوقف الإخوان عند هذا الحد، بل اتجهوا إلى الاستقواء بالخارج، وتبنّوا خطابًا يزعم أن مصر تعيش حالة من عدم الاستقرار، إلا أن الواقع كان أكثر صلابة من دعاية الخارج؛ فالدولة المصرية رسّخت دورها الدولى والإقليمى، وبنت واحداً من أقوى الجيوش فى المنطقة، وحافظت على وحدة أراضيها، وفى المقابل بدت تحركات الجماعة فى الخارج أشبه بمحاولاتٍ يائسة للفت الانتباه، لكنها لم تحصد سوى تراجع التعاطف الدولى، واتجاه كثير من الدول لإدراجها جماعة إرهابية.

وعلى المستوى التنظيمى، مثّلت أحداث يناير نقطة التحول الكبرى، فقد منحت الجماعة فرصة الحكم، لكنها كشفت هشاشة المشروع الإخوانى وفقره السياسى ، ومع سقوط رموز الجيل التاريخى، وانهيار تماسك الصف الداخلى تحت ضربات الأحكام القضائية والانقسامات، بدا واضحًا أن الجماعة فقدت مركز ثقلها ولم يعد لديها ما تقدمه.

وبعد مرور السنوات، يمكن القول إن يناير كانت بدايةً ونهايةً للإخوان ، بداية صعود خاطف، ونهاية سقوط مدوٍّ، وضع حدًا لأوهام امتدت منذ نشأتهم ، فقد دخلت الجماعة الحكم بوجه الدعوة وسقطت منه بوجه الإرهاب،  لتسقط معها مزاعم «الطيبة» التى روّجتها وصدّقها البسطاء لسنوات.

واليوم تستمر الدولة المصرية فى المضى قدمًا رغم الصعوبات، بينما تظل الجماعة عالقة فى خطاب الأمس، عاجزة عن قراءة واقع لم يعد يعترف بوجودها.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية