تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
إلى وزير الأوقاف
ولنا فى علماء عظام خدموا الفكر الإسلامى الصحيح قدوة حسنة، بعد تكفيرهم والهجوم عليهم عقابا على أفكار الوعى والاستنارة، ولكنهم صمدوا ولم يتراجعوا.
منهم الدكتور العظيم عميد الأدب العربى طه حسين بسبب مقالة عن اليهودية والادب العربى، بينما كان السبب الحقيقى هو دعوته الدائمة لتجديد الفكر والخطاب الدينى ورفض الجمود واتهام التيارات الإسلامية المتشددة له بالكفر والإلحاد.
ومنهم عملاق العبقريات عباس محمود العقاد، الذى قال عنه الشيخ الغزالى أنه خير من كتب عن العقيدة والدين بوعى وإيمان،ومنهم المخرج العظيم مصطفى العقاد صاحب فيلم « الرسالة»، الذى وضع له تنظيم القاعدة جهاز تفجير تحت مقعده فى أحد فنادق عمان بالأردن.
إنه صراع الأفكار المتوحشة لإسكات الأصوات وتخويف العقول وتعطيل التفكير، والصاق تأويلات للإسلام هو أبعد ما يكون عنها.
غير أن وزير الأوقاف الجديد الشيخ أسامة الأزهرى ينتمى لمدرسة الهدوء الاستنارة والوعى والانخراط فى مشاكل المجتمع الحقيقية، ويحاول الوصول إلى محطات التقاء تحفظ ثوابت الدين، وتلمس المصالح المرسلة للناس.
والملفات أمام الوزيركثيرة، وأهمها إشاعة أفكار المحبة والتسامح والتعايش السلمى الآمن فى المجتمع، بعيدا عن التشدد والغلواء، واستكمال اليقظة فى أمور كثيرة، ومنها قضية الوحدة الوطنية.
فقد تطهر هذا الملف من كثير من الشوائب وصرنا بالفعل نعيش العصر الذهبى للوحدة الوطنية، واختفت بإذن الله إلى الأبد الفتاوى التى تثير الفتن وتشق النسيج الوطنى،وتحتاج استكمال ترسيخ معالمها فى الفتاوى والخطب الدينية، حتى لا يعود المتطرفون إلى النفاذ إليها.
ومنها -أيضا- التخلص من بقايا الفتاوى البالية التى تهين المرأة وتحط من قدرها، إعمالا للفكر الإسلامى الصحيح الذى يعلى شأنها ويرفع قدرها، ومسايرا المكتسبات التى حققتها المرأة المصرية فى الواقع المُعاش.
وأنا مهموم باستمرار بقضية الأديان والأوطان، وأن الأديان تحض على حب الأوطان، لأننا عشنا أياما سوداء، أفتى فيها مشايخ التطرف والتكفير بقتل جنودنا وضباطنا الذين يدافعون عن الوطن، وآن الأوان تحصين الأجيال الجديدة ضد فتاوى أخطر من المتفجرات.
الملفات كثيرة ومتعددة، بتعدد العقول ومستويات الفهم والوعى، لكننا نستبشر خطابا دينيا يزيح الجهل عن العقول والغل من القلوب، ويضرب الأطماع السياسية التى ترتدى عباءة دينية، وتعتبر الإسلام مجرد وسيلة لاقتناص الحكم.
خطابا دينيا نفهم معناه فى الاحتكام إلى القرآن والسنة و»إجماع» فقهاء المسلمين، والبعد عن الجدل والعادات والتقاليد والآراء والأحكام المتطرفة، وفهم النصوص بمقاصدها الحقيقية..
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية