تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
المال والبنون
لا يُقاس غنى الناس بما يملكون من أشياء، بل بمقدار ما فيهم من أفكار، وثروة الإنسان هى شخصه وليس ما يملكه، والتباهى بالمال لا يصنع إنساناً سوياً فى مجتمع يحتاج إلى التآلف والتراحم.
الثراء الحقيقى هو الأخلاق وليس الفلوس، والكلمة الطيبة أكثر مفعولاً من التعالى والتكبر، والتعقل وليس التهور، وإذا أكلت «لقمة» اهضمها قبل أن تبتلع غيرها، حتى لا تُصاب بتلبك معوى، والفقير ليس بالمال وإنما بالأخلاق والصحة والستر وراحة البال.
تحكى لنا الحواديت عن أسر كان لديها مال قارون، تركته لولد فاسد، فضيعه فى الملذات والمنكرات، وعن أسر فقيرة أورثت أولادها الأخلاق، فأصبحوا رجالاً صالحين يفخر بهم المجتمع، والمولى عز وجل جعل مكارم الأخلاق ومحاسنها وصلاً بيننا وبينه.
والثروة ليست أرصدة البنوك ولا السيارات ولا الفيلات، وإنما المبادئ والمثل والقيم، التى تغرسها فى نفوس أولادك، فتحقق لهم السعادة والطمأنينة وراحة البال.
المحروم من الغنى يتصور أن سعادته فى امتلاك الأموال، ولا يعرف أن ثمنها قد يكون حرماناً من أشياء لا تعوضها الأموال، وأيهما أفضل ثرى لا يستطيع أن يبلع الطعام، أم فقير يهضم الزلط؟
الأديان لإسعاد البشر، وتفجّر فيهم طاقات الحياة والمحبة والسلام، ويدخل المجتمع دائرة غيبوبة الوعى، إذا طفا على سطحه من يوظفون الأديان فى الشر وكم عانينا من هذا الأمر.
عشنا أياماً كان هناك من يقنع شباباً بأن حزام الديناميت فى الدنيا، هو إكليل زهور وحور العين فى الآخرة، ويوظف فقر وهموم الغلابة ثروات تملأ خزائنهم ويركب أفخم السيارات.. هو نفسه من يرسل أولاده للتعليم فى أوروبا وأمريكا، ويبعث أولاد الفقراء إلى جهنم، ابنه يتزوج أوروبية وأمريكية ويحصل على الجنسية، وأولاد الغلابة إلى سوء المصير.
غيبوبة الوعى ليست فقط فى شياطين تعبث بالأديان، ولكن فى السطو على عقول الشباب.
«وَعَى» يعنى «انتبه»، والغيبوبة تحكم على المجتمع بعدم سلامة الإدراك، واليقظة تتطلب نقل الواقع بالحقائق، وعدم تركها رهينة الزيف والخداع.
صُنّاع الوعى: أولهم المثقفون والإعلام، شرط أن يمتلكوا هم أنفسهم أسلحة الوعى، وأن يطرقوا أبواب الواقع ولا يلهثوا خلف ذيول الغيبوبة، ولا يسهموا فى تضليل الأفكار.
قالوا: الإعلام مثل النار، إما أن يشع الدفء أو يشعل الحرائق، وصُنّاع الغيبوبة أساتذة فى التضليل والكذب، وتنجح بضاعتهم إذا صدقهم بعض الناس.
علمياً: الوعى هو علاج الغيبوبة، لحماية عقول الناس من هيمنة الإنسان على الإنسان، وإحياء «العقل»، وهو الميزة الكبرى التى يميزه بها الله عن سائر الكائنات الحية الأخرى.
مثلاً لماذا لم تذهب عيون صُنّاع الإحباط إلى الأماكن الأنيقة التى كانت خرابات، تعشش فيها الثعابين بجوار الإنسان، أو إلى المساجد لإعلاء صوت الأذان، أو إلى الأخلاق الجميلة التى تعيد الإنسانية إلى الإنسان؟.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية