تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
القوة أفضل وسيلة لحماية السلام
لم يتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الحرب وإنما السلام، بعد تفتيش حرب الفرقة السادسة مدرعات يوم الثلاثاء الماضى، لم يكن فى حاجة إلى ذلك، وتحدثت القوة عن نفسها فى العرض العسكرى، الذى أكد قمة الجاهزية وأعلى مستويات الكفاءة والتدريب، ورسالة طمأنة واقعية من غير عبارات حماسية.
القوة هى حُسن استخدام الوسائل لتحقيق الأهداف، والسلام يحتاج قوة تحميه وتجعل مَن يفكر فى المساس بالأمن القومى المصرى يفكر ألف مرة، ويدرك أن ما شاهده يوم تفتيش الحرب، جزء صغير من القوات المسلحة، فى منطقة مضطربة ومهيأة لكل أسباب الانفجار.
القوة هى التى حافظت على السلام، وأوقفت مؤامرة نتنياهو لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، ليجعلها ساحة الحرب بدلًا من غزة، بعد تدميرها تدميرًا شاملًا، وتخيير السكان بين الموت أو التهجير القسرى، ولا ننسى زعماء الغرب الذين جاءوا إلى مصر بعد أحداث السابع من أكتوبر يتحدثون بلسان إسرائيل ويدافعون عنها، وعَدلوا عن ذلك تمامًا لقوة الموقف المصرى الرافض للتهجير وتصفية القضية الفلسطينية.
السلام فى حماية القوة، والاثنان معًا أبطلا مؤامرة نتنياهو لتفخيخ الحدود مع مصر، ودفع الفلسطينيين للعبور العشوائى والدخول إلى سيناء هربًا من الغارات التى تشمل كل غزة.
وتضمنت المؤامرة التى رسمها نتنياهو عدة سيناريوهات، فإما أن تتصدى القوات المصرية للفلسطينيين لمنع تدفقهم إلى سيناء، وتنقل إسرائيل الحرب إلى مصر بدلًا منها، فتصبح حربًا مصرية فلسطينية، أو أن تسمح مصر بدخولهم هربًا من الغارات التى تشمل كل غزة، وتقديم إغراءات مالية لمصر، فكان رد الرئيس السيسى حازمًا وقاطعًا: سيناء خط أحمر، لن نسمح أبدًا بذلك، سنتخذ الإجراءات مهما بلغت لحماية الحدود المصرية.
أخطأ نتنياهو الحسابات وتصور إمكانية تكرار ما حدث عام 2008، عندما ارتكبت إسرائيل فى ذلك الوقت مجزرة كبرى راح ضحيتها حوالى ألف قتيل وخمسة آلاف جريح، واندفع السكان بمئات الآلاف إلى المعبر، وقامت إسرائيل بقذف السياج العازل على الحدود، وأحدثت ثغرات تدفق منها الآلاف إلى سيناء.
وتصدت القوات المصرية وقتها بمدافع المياه، بعد أن قذفها الفلسطينيون بالحجارة، والتقطت دوائر التهييج بالخارج والداخل الأزمة، للهجوم على مصر والمطالبة بإزالة السور وفتح المعبر بشكلٍ دائم وعدم غلقه، وتم السماح بدخولهم وعدم التصدى لهم وتقديم المساعدات الإنسانية، وتمت إعادتهم مرة أخرى بعد هدوء الأوضاع، واستيعاب الأزمة ووقف حملات الهجوم.
الجديد فى الأحداث الأخيرة، أن يكون تدمير غزة شاملًا، وتخيير السكان بين الموت أو التهجير القسرى، ولكن بالعزيمة والحكمة والعدل والهدوء والثقة بالنفس وبالجيش، يواصل الرئيس معركة كبرى على ثلاث جبهات، القوة والسلام والتنمية، وانقلب الموقف رأسًا على عقب لصالح الرؤية المصرية، رغم التحديات الصعبة التى تمر بها البلاد.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية