تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > كرم جبر > الصحفيون والنقابة ومستقبل المهنة !

الصحفيون والنقابة ومستقبل المهنة !

تذكروا كامل زهيرى أستاذ الصحافة « المعارض الشريف » ، فارس معركة الحفاظ على استقلال النقابة وإجهاض مشروع قانون تحويلها الى ناد ، وكان سلاحه القانون والحجج والأسانيد ، وليس الصراخ والتشنج والصوت العالى ، كان كاتبا بارعا ومتحدثا ذكيا ومحاورا محترما ،

وحين حاول الرئيس السادات مداعبته فى أحد الاجتماعات ، وقال له « يا كامل شوف صحفى كويس نعينه وزير" ،  رد عليه « نفسى يا سيادة الرئيس نشوف وزير كويس نعينه صحفى « وضحك الجميع .. الذكاء وسمو اللغة ورقى الفكر وسرعة البديهة .

وتذكروا إبراهيم نافع « المؤيد الوطنى « بطل معركة القانون 93 لسنة 95، وانعقدت تحت رئاسته أهم جمعية عمومية فى تاريخ الصحافة ، أجهضت القانون وأفشلت تغليظ عقوبات النشر والحبس الاحتياطى ، وحضر معه إلى النقابة آلاف الصحفيين ، وفى صدارتهم رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية ، وأبلغوا الرئيس مبارك رفضهم للقانون، فاستجاب لهم وأصبح يوم العاشر من يونيو من كل عام عيد الصحافة والصحفيين.
 

ليس فى الإمكان استنساخ النقباء العظماء أمثال أحمد بهاء الدين وكامل زهيرى ويوسف السباعى وإبراهيم نافع ومكرم محمد أحمد.. ولكن على الأقل بداية خطوة فى مشوار الألف ميل ، لاسترجاع احترام النقابة والصحافة .

قوة الصحافة فى احترام رموزها ، وقوة النقابة فى رفع شأن أعضائها، فلا يضيرهم أن يحصلوا على بدل يعالج المرتبات الضعيفة ، ولا يصح أن يكون ذلك مقابل أن يتنازلوا عن استقلالهم ،لأن الصحفى حين يقف أمام الصندوق الانتخابات لا يباع ولا يشترى ، وفى رقبة النقابة أن ترفع شأنهم ماديا ومهنيا ، وأن تسلحهم بالتدريب وتعلم اللغات ، حتى يزداد الطلب عليهم ويواكبوا العصر.

واجب النقابة أن تصون كرامة الصحافة ، لأنها المهنة الوحيدة المستباحة ، وكل المهن الأخرى لها نقابات تمنع مزاولة النشاط لغير أعضائها ، وعلى الأقل فمن يكتب بصفة منتظمة ، يجب أن يحمل تصريحا ويدفع اشتراكا حتى تتحقق المساواة .

لن تكون نقابة قوية إلا إذا كان النقيب ومجلسه أقوياء ، ومعيار القوة ليس الصوت العالى ولا المسيرات والوقفات الاحتجاجية، بل العودة إلى تقاليد المهنة التى تحفظ هيبتها وقامتها وهامتها ، وأهمها أن الصحافة كانت وستظل جزءا من الدولة - وليس الحكومة - وتقف فى خندقها وتدافع عن قضاياها الوطنية ، وإذا تعرضت لهجمة تحتكم إلى القانون وتعلى شأن العدالة والمساواة، ولا تظهر فى صورة الفصيل الشارد عن السياق العام.

أتمنى أن يوفق الله الصحفيين ، لانتخاب نقيب وستة أعضاء يحملون على عاتقهم ملفات معلقة ، وآن أوان اقتحامها بجرأة وشجاعة ، أهمها على الإطلاق استعادة لقب " صاحبة الجلالة" ، الذى تاه فى زحام المشاكل والأزمات، فنزل الصحفيون من أعلى السلم الاجتماعى إلى أسفله ، وتدهورت دخولهم وأحوالهم المعيشية ، ويعانون البطالة بكافة صورها .

والخطر الداهم هو سوشيال ميديا والذكاء الاصطناعى والثورات التكنولوجية المتلاحقة، وكلها ضرورات تحتم أن تطور الصحافة الورقية أدواتها، ولا تعبد أصناما حان وقت تحطيمها.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية