تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الرهائن ونظرية «القوة المفرطة»!
تهديدات الرئيس ترامب التى قال فيها :»أطلقوا سراح الرهائن قبل ٢٠ يناير القادم أو سيكون هناك ثمن باهظ فى الشرق الأوسط «.. يحب أن تُأخذ مأخذ الجد.
ترامب لا يبعثر تصريحات فى الهواء وهو الذى يطبق نظرية « القوة المفرطة « التى اخترعها الرئيس الأمريكى الاسبق ريتشارد نيكسون، عندما طلب من وزير خارجيته هنرى كيسنجر أن يقنع زعماء الدول الشيوعية بأنه متقلب المزاج ولا يمكن توقع ردود أفعاله بما فى ذلك استخدام النووى ، فخافوا وتراجعوا وحققت نظريته نجاحا كبيرا دون نووى أو حروب، وظهرت هذه النظرية فى السياسة الخارجية الأمريكية.
وبعودة الرئيس ترامب الى البيت الابيض تطل من جديد نظرية القوة المفرطة، وتحمل مخاطر شديدة على مجريات الأحداث فى الشرق الأوسط ، وتصل الى «حافة الهاوية» اذا شُقت عصا طاعة الدولة الأقوى فى العالم ، ويكتنفها غموض شديد بشأن موقف الإدارة الأمريكية الجديدة محاولات اسرائيل لتفخيخ المنطقة وتوسيع دوائر الصراع.
« انه يحترمنى لأننى قوى» جملة قالها الرئيس ترامب فى ولايته السابقه لشرح علاقته بالرئيس الصينى شى جين بينج ، وتعتبرها الدوائر الامريكية تلخص عقيدته للسياسة الخارجية، وأطلق فى ولايته الجديدة تصريحاته التى تهدد الشرق الأوسط بالوعيد.
لم يبق من غزة سوى الركام ورائحة الموت وعذاب المكلومين وأنات الجرحى، وباقى الرهائن وعددهم ٩٧ رهينة بينهم ٣٧ يقول الجيش الإسرائيلى إنهم قتلوا، فى مقابل ٤٥ ألف شهيد فلسطينى معظمهم من النساء والأطفال وقرابة مائة ألف مصاب.
وأثبتت الاحداث أن ورقة الرهائن قليلة التأثير فى الضغط على إسرائيل ، ونجح نتنياهو فى توظيفها فى ارتكاب جرائمه الوحشية، وظهوره كحمل وديع يستخدم حق الدفاع الشرعى عن دولته ومواطنيه.
وكلما قتل الرهائن سواء بالغارات الإسرائيلية أو الظروف المعيشية الصعبة، ازداد جنون نتنياهو ورغبة الرأى العام الاسرائيلى فى الإنتقام، وتلقت المقاومة ضربات قاتلة جعلتها عاجزة عن الحركة.
ماذا يحدث لو أعلنت حماس تسليم الرهائن من تلقاء نفسها، وما الموقف إذا تشددت ؟.
إذا تشددت حماس فقد ينفلت رد فعل الرئيس الذى يطبق نظرية « القوة المفرطة». وفى عالم يسوده الجنون تصبح الأفعال غير المتوقعة هى القاعدة، بعد إزهاق روح الشرعية الدولية ، ووقوف العالم متفرجا دون حراك .
والحل هو الاستجابة للجهود المصرية القطرية ، وسرعة تشكيل لجنة وطنية فلسطينية تتولى مقاليد الأمور فى غزة ، لتجنب ما يمكن تلافيه من خسائر، وإبطال حجج اسرائيل، وفتح ملف مصير من تبقى من قيادات المقاومة على قيد الحياة.
السماء لن تمطر على إسرائيل قذائف اللعنات ، والتصريحات الحماسية لن تُسلح المقاومة بالقنابل والصواريخ، والرهائن أصبحوا أصفارا على الشمال، وأمريكا ترامب تستعرض عضلاتها على الجميع.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية