تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الدولار والديون

يجب أن نتناول مشكلة الديون بقوة وشفافية وليس بضعف وتردد، ووضع الأمور فى نِصابها الصحيح، دولة مثل بريطانيا لأول مرة منذ عام 1961 تصل الديون إلى 100٪ من إجمالى الناتج القومى الإجمالى نحو 3 تريليونات، «المليون 6 أصفار والمليار 9 أصفار والترليون 12 صفرًا».

بالرغم من ذلك لم تصدر «موديلز» تقريرًا ضدها يُخفِّض جدارتها الائتمانية، ولا حروب الشائعات والشماتة، والعالم يتعامل مع الأمر كمشاكل اقتصادية وتذهب وتعود، ولكن فى مصر الاستهداف والضغوط بكل أشكالها.

مصر لم تهدر ديونها بلا فائدة، بل كانت جزءًا أساسيًا فى خطط البناء والتنمية، وبالمقارنة بين أسعار المشروعات الآن نجدها تضاعفت عشرات المرات.
يؤكد تقرير البنك الدولى الأخير عن الديون، أن 60 ٪ من دول العالم الأقل دخلًا ستُواجه أزمات فى العملة والدولار وأسعار الصرف، وأن 40 دولة إفريقية ستقوم بإعادة الهيكلة، وكل هذه الدول تدير أمورها ولا تُثار ضجة ولا دعوة لهروب الاستثمارات، إلا فى مصر.

كنت أتمنى أن تكون لجنة إدارة الدين الخارجى، التى شَكَّلتها الحكومة هيئة استشارية مستقلة، وتختص ببيان حجم الديون وأين يتم إنفاقها وتواريخ الاستحقاق والقروض الجديدة، وتضع دوائر خضراء وحمراء تبين خريطة واضحة وترسم الطريق الذى يجب أن تتخذه الحكومة.

ومع ذلك نتمنى نجاح اللجنة التى تشكلت برئاسة رئيس الوزراء وعضوية محافظ البنك المركزى ووزراء التخطيط والتعاون الدولى والمالية والاستثمار وهيئة الرقابة الإدارية، وأهم اختصاصاتها إدارة ملف الدين الخارجى بشكلٍ متكامل، ووضع حد أدنى للاقتراض لا يجوز الخروج عليه، فالعالم كله الآن يفتح ملف الهيكلة ومساعدة الدول المتعثرة فى اجتياز أزمتها.

والأمر المهم أن ملف الديون مرتبط بالتعاون الدولى، ولا يجب أبدًا أن نغفل أن الجزء الأكبر من الأزمة يعود إلى الدولار الذى اكتسب قوته بعد الحرب العالمية الثانية، حيث دخلت أمريكا فى النصف الثانى من الحرب، وخرجت كل الدول سواء المنهزمة أو المنتصرة بأزمات كبيرة إلا الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أن كانت معظم الدول تعتمد على الذهب فى الاحتياطيات الموجودة فى البنوك المركزية وبعدها الدولار مع الذهب، ثم أصبح الدولار هو الأساسى، وأصبح الرصيد الدولارى عامل الأمان فى البنوك المركزية فى الدول.

فى السبعينيات ذهبت الفوائض النقدية الكبيرة إلى الدولار حتى أصبح السيد، وعندما زادت العوائد البترولية فى روسيا والصين كان أيضًا عامل الأمان لهم فى استثماراتهم هو الدولار، رغم الحديث عن اليوان الصينى أو الروبل الروسى، إلا أن الدولار ظَلَّ الجاذب للأموال ومخزونًا للثروات فى العالم، ويُوظف كسلاح سياسى.

الولايات المتحدة الأمريكية حينما تكون هناك أزمات تلجأ إلى طباعة الدولار، وخلال العام الماضى تم طبع 13 تريليون دولار، ويتكلف نحو طبع الدولار الواحد سبعة ونصف سنت، والفرق بين سعره الحقيقى وبين سعر الورق والأحبار، وأمريكا لا تتحمل أى شىء بل تتحمله معظم دول العالم وعلى وجه التحديد الدول الفقيرة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية