تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

البيوت التي تتنسم هواء الود تكون أكثر سعادة واستقراراً، من الأم التي تتسع أحضانها لاحتواء الصغير والكبير، إلى الأب الذي لم يعد «سي السيد»، ولكن أفضلهم من يصاحب أولاده «يخاويهم»، ويجالسهم ويستمع لمشاكلهم، فيكون خير صديق ويحفظ نفسه كبيراً في عيونهم.
والبيوت التي يجافيها الحب هي الأكثر شقاء، حتى لو كانت غارقة في الثروة والأموال، فالفلوس لا تصنع السعادة وكم من أسر ثرية لم تضبط سلوكيات أولادها، فأصبحوا عبئاً عليها ومن أسباب الهموم والأوجاع.

أنا من جيل علموه أن الأم هي سيدة القلوب ، فلا تتعامل معها ككائن بشري، وإنما كإنسانة جاءت لتملأ الحياة أملاً وتفاؤلاً .. فاستمتع بكل لحظة، قبل أن يحين وقت الوداع .. والوداع ليس فقط ألماً ودموعاً ولوعة، ولكنه «وجع» كلما ألحت الذكريات.

جيل علموه أن الزوجة الصالحة من أسرار الجمال، ووفاءها يشع فى الكون هدوءًا، تصنع الرحمة والسعادة وإنكار الذات وإذا عرفت الطريق إلى قلبها، انفتحت أمامك أبواب الحياة .. العقل مصدر صناعة الجمال، فكن جميلاً ترى الكون جميلاً .

■ ■ ■

حب مصر ليس بالصراخ والصوت العالي، وإمبراطور أغاني عشق الوطن الموسيقار الخالد محمد عبدالوهاب اختار عبارة «ليه بس ناح البلبل ليه، فكرني بالوطن الغالي»، في أغنية «حب الوطن فرض عليا»، في رأيي أنها أعظم ما كُتب في حب مصر، يتسم بالهدوء مثل البلبل أجمل مخلوقات الله وأحلاها صوتاً.. بهدوء ورومانسية وأصالة واعتراف بالجميل دون صراخ أو صخب وضجيج.

« يا مصر أنا رضعت هواكي من الصبا وأنتى في دمي.. أحب نيلك وسماكى.. أنتي أبويا أنتي أمي.. أرواحنا وشبابنا فداكي.. وفداكي روحي وعنيا».. إنه البلبل الذي يشدو في وجه المستعمر الجاثم على صدر البلاد في ذلك الوقت، فتاريخ الأغنية يرجع إلى ما قبل ثورة يوليو١٩٥٢.

■ ■ ■

ومن روائع الشاعر الراحل أحمد رامى فى رباعيات الخيام: «لا تشغل البال بماضى الزمان.. ولا بآتي العيش قبل الأوان»، وهى دعوة الى «راحة البال»، والانسجام والهدوء والسلام، التسليم بقدرة خالق الكون.

راحة البال هى إكسير الحياة وسر الهدوء والصفاء والسكينة ، وتضفى على وجه صاحبها الطيبة والسلام، وتشع فى صوته الصفاء والمحبة وتجعل الأعصاب ساكنة ومستريحة والابتسامة تأتى من الأعماق والنظرة للناس بنفس متصالحة.. فالبال هو الحال والشأن.

وأجمل شيء فى الحياة أن يستغنى الإنسان عن مغريات الحياة، فيؤمن أن اللقمة التى تهضمها معدته حتى لو كانت «عيش حاف»، أفضل مليون مرة من مباهج الطعام التى لا تستطيع معدته أن تهضمها، أو يكون محروماً منها بسبب العلل والأمراض، فيعرف معنى: الحمد لله.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية