تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > كرم جبر > الأفضل ترامب أم كامالا؟

الأفضل ترامب أم كامالا؟

ربما لا تختلف سياسات الرئيس الأمريكى الجديد سواء بايدن أو كامالا فى جوهرها عن الرئيس بايدن، السياسة الأمريكية لا يصنعها الرئيس وحده، لكنها نتاج أجهزة ومؤسسات ومراكز أبحاث ودراسات، ويكون دور الرئيس هو المنفذ مع إضفاء قناعاته وخبراته وتوجهاته.

مصر وأمريكا بينهما علاقات استراتيجية، وثيقة وثابتة لم تتأثر بتغير الإدارات الأمريكية، وتقوم على الشراكة القوية فى ضوء الدور الريادى لأمريكا فى القضايا الدولية والإقليمية،  والدور المحورى لمصر فى الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم الإسلامي، وبوصفها دولة مستقرة فى منطقة مُحاصرة بالتوترات والصراعات.

يجب التركيز على الإيجابيات والابتعاد عن السلبيات، أمريكا الدولة المؤثرة فى السياسة والاقتصاد والاستثمارات ومؤسسات التمويل الدولية وصاحبة الصوت المسموع فى العالم، وما يعنينا فقط أن تكون الخطوط واضحة ولا يتم تجاوزها.

مصر تبنى علاقاتها مع سائر الدول على الاحترام المُتبادل، وتحافظ على استقلال قرارها مع مختلف القوى الكبرى فى العالم، وليس صحيحاً ان ترامب سيكون أفضل من كامالا أو العكس، ولكن الصحيح هو أن مصر تعرف ماذا تريد وتتحرك وفق الرؤية التى تحقق مصالحها وأهدافها، فى ظل علاقاتٍ متوازنة دون ضغوط أو إملاءات.

نريد من أمريكا أن تتفهم الظروف وتعى التوازن الدقيق الذى تسير مصر على هديه، وهى تصنع تزاوجاً هادئاً بين الديمقراطية والاستقرار والتنمية، فالفوضى لن تملأ البطون ولن تحقق الاستقرار الذى يحتاج لدولة قوية تدافع عن مصالحها.

نريد من أمريكا وقف الحرب فى المنطقة وإحياء حلم إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، لإنقاذ السلام القابع فى جرائم نتنياهو فى الضفة وغزة وجنوب لبنان، ويسعى جاهداً الى إدخال المنطقة كلها فى حروب إقليمية، ولن تهدأ المنطقة وتستقر أحوالها إلا إذا تم وقف الحرب وإحلال السلام.

نريد من الإدارة الأمريكية أن تفتح الجسور المغلقة أو تُعلى شأن الرغبة فى إنقاذ شعوب المنطقة من ويلات الحروب الدينية والأهلية، وأن تساعدها فى استرداد الأمن والاستقرار، وأن تطبق بوعى استراتيجيتها فى محاربة الإرهاب.

لا نريد من أمريكا الاستمرار فى تصدير أسلحة الموت والدمار، التى تستخدمها إسرائيل فى قتل المدنيين والنساء والأطفال، وتستنزف ثروات دول وشعوب المنطقة، أمريكا التى ترفع شعارات الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، وتهدم كل هذه المعانى النبيلة بسبب إسرائيل وتقدم للعالم النموذج الأسوأ.

وما يعنينا فى الشأن المصرى الرؤية العادلة والشاملة لمفهوم حقوق الإنسان، فإذا كانت الإدارة الأمريكية تطلب مزيداً من الحريات واحترام حقوق الإنسان، فهذا أيضاً ما تسعى إليه مصر، فلا أحد يختلف مع تلك المبادئ الإنسانية، وهى قضية تعنى مصر بالدرجة الأولى وتسعى إلى تحقيق كل الإصلاحات الممكنة فى هذا الملف.

يجب ألا تكون قضية حقوق الإنسان ورقة ضغط ولا أن ترتبط بمشروطياتٍ معينة، لأن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين عمرها 40 عاماً، وتقف على أرضية صلبة ومصالح مشتركة، وكما تتحقق المصلحة لواشنطن، فهى كذلك للقاهرة، وجاء ذلك نتاجاً لجهود الزعماء التاريخيين من الدولتين، ورعاية أمريكا للسلام بين مصر وإسرائيل.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية