تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > كرم جبر > الإخوان والسقوط بالأكاذيب!

الإخوان والسقوط بالأكاذيب!

لم يسقط الإخوان بمؤامرة بل بأكاذيبهم، ورفض المصريون ان يبتلعوا طعم المظلومية الفاسدة، وأدركوا أن الجماعة تسعى إلى صراع لا منافسة، وتمزيق لا تعايش، وكراهية لا تسامح.

وكان عام واحد فى الحكم كفيلا بكشف أكاذيب ثمانين عاما منذ تأسيس الجماعة، وظلوا يرددون شهادات مختلفة مضللة عن التعذيب، الذى تعرضوا له فى الستينيات، وعندما تولوا السلطة اعترفوا بجرائم كانوا ينكرونها، وأكدوا ان الكذب مباح دفاعًا عن شريعتهم.

كان الاخوان ينكرون تماما محاولة اغتيال الرئيس عبد الناصر فى المنشية عام ١٩٥٤، ويقولون إن الحادث تمثيلية مدبرة للزج بهم فى السجون، لكن الحقيقة ظهرت على لسان قيادتهم، وفى لقاء تليفزيونى مع قناة «الجزيرة»، اعترف الشيخ يوسف القرضاوى بأن محاولة الاغتيال قام بها شاب من الجماعة يُدعى «هنداوى دوير» ومجموعته، وأنهم كانوا يظنون أن اغتيال عبد الناصر سينهى «النظام الظالم».

وفى تسريبات صوتية اعترف صفوت حجازى بأن الكذب وتلفيق التهم وتعذيب الخصوم واجب شرعى داخل الجماعة، ولم يكن اعترافًا بالذنب، بل تمجيدًا للكذب كوسيلة للوصول الى الحكم.

أما الكتاب الذى زعموا بأنه تأليف زينب الغزالى وعنوانه «حياتى»، فتزعم فيه تعرضها لتعذيب وحشى فى السجن الحربى، من تعليقها من اقدامها فى السقف، حتى جلدها بالسياط وإطلاق الكلاب الشرسة عليها.

وغير ذلك من قصص مروعة، لو تعرض لها مصارع قوى ما بقى على قيد الحياة طويلا، وظل الاخوان يتاجرون طويلا بقصة التعديب، حتى خرج علينا يوسف ندا بعد وصولهم للحكم ليقول ان كتاب زينب الغزالى من تأليف يوسف ندا نفسه.

ويوسف ندا، الذى توفى آخر العام الماضى هو أحد أكبر قادة وممولى الإخوان، ومفوض العلاقات الدولية لتنظيم الإخوان، وحاصل على الجنسية الإيطالية ومؤسس بنك التقوى، وأحد المتهمين فى قضية محاولة اغتيال جمال عبدالناصر عام ١٩٥٤، والهارب خارج مصر لسنوات طويلة.

نظرة سريعة إلى المشهد الدينى المصرى تكشف خصوصية فريدة تتعارض تماما مع سلوكيات الاخوان، آلاف الزوايا والموالد الشعبية التى تمزج بين الطقوس والاحتفال، حيث يجتمع الناس حول حب آل البيت لا صراع عليهم، ويستعيد المصريون عبرها روح التديّن الشعبى البعيد عن التشدد والعنف والقسوة.

وحين تندلع الفتن الطائفية أو يعلو صوت المذهبية فى المنطقة، تبقى مصر على مسافة واحدة من الجميع، تقف على أرض ثابتة لا تهتز بالخطاب المذهبى ولا تستدرجها دعوات التفتيت، مثلما فعل الاخوان.

فى مصر، الدين ليس شعارات مذهبية ولا معارك سياسية، بل رسالة سماوية ممزوجة بطبائع الناس وأسلوب عيشهم، ولا تجد فى المساجد المصرية منابر تُشهر بالآخر أو تسُب المختلف، بل ترى دعوة للخير ونصحًا بالحكمة وتذكيرًا بالمعروف، وهذا الطابع الروحى السمح تشكل على مدى سنوات طويلة، لا بفعل سلطة ولكن بتراكم اجتماعى وثقافى وحضارى.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية