تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > كرم جبر > الإخوان.. صعدوا بالأكاذيب وسقطوا بها!

الإخوان.. صعدوا بالأكاذيب وسقطوا بها!

صعد الإخوان إلى الحكم بالاكاذيب وسقطوا بها، وأثبتت تجربتهم أن الكذب مهما بدا ناجحًا على المدى القصير يحمل بذور الانهيار، وسرعان ما انكشف زيف خطابهم وأظهرت الأحداث أن الحقيقة والشفافية هما الضمان الحقيقى لاستمرارية أى مشروع سياسي.
لا ينجو من مستنقع الأكاذيب إلا من يرفض الغوص فيه، ورغم ذلك تطلق الجماعة فى الوقت الراهن حملات ممنهجة من الشائعات والأكاذيب، ولم تستوعب الدروس وأهمها أن تجربتهم كان خير مثال للفشل، عندما اختارت الكذب الممنهج كأداة للسيطرة على الناس وتزييف الحقائق، متبنية استراتيجية تعتمد على تبسيط الأكاذيب وتكرارها على أمل أن يصدقها الجمهور.
منذ البداية حنثت الجماعة بوعودها، وعملت على الإقصاء المتعمد لكل القوى السياسية، وكان كل حديث لكوادرها فى وسائل الإعلام يثير الشك والريبة، مثل الأكذوبة الشهيرة بـ«طائر النهضة»، التى سرعان ما تحولت إلى سخرية، وانتهت وعود العسل إلى لا شيء، وظهر ازدواج المعايير فى سياساتهم بوضوح؛ فقد هاجموا الطوارئ خارج السلطة، وامتدحوها وهم فى الحكم، ما كشف عن عدم مصداقية الخطاب السياسى الذى كانوا يروجون له.
الكذب لم يكن حدثًا عارضًا فى سلوك الجماعة، بل أسلوبًا ممنهجًا، واعتمدوا على خلق الفزاعات لتبرير أفعالهم وتمرير جرائمهم، من اللعب الخفى بالطرف الثالث إلى استخدام العنف فى المظاهرات، وتورط شباب الجماعة فى الاعتداءات والتصفية الجسدية للمعارضين، وتوزيع الاتهامات الظالمة على الأبرياء، دون إدراك أن الشعب لم يعد يخاف، وأن الغضب تحول إلى مقاومة فعلية.
حتى فى القضايا الوطنية طعنت أكاذيب الجماعة صمود مصر وتضحيات أبنائها، من التلاعب بالمواقف تجاه القدس إلى المجاملة العلنية للشخصيات الأجنبية، بدا أن الإخوان يزايدون على الوطنية ويستخفون بمشاعر الشعب، بينما كانت دماء الشهداء تُراق على أيدى عصاباتهم والجماعات الإرهابية التى أطلقوا عقالها، ولكن وعى المواطنين البسطاء كان حاضرًا، فاكتشفوا أن الإخوان ينسون أكاذيبهم بسرعة، بينما الحقائق تبقى ثابتة ومستقرة.
تجربة الجماعة الإخوانية تقدم درسًا واضحًا، وأن الكذب قد يعطى نتائج قصيرة المدى، لكنه فى النهاية يفضح من يمارسه، ويقوض الثقة، ويقود إلى الانهيار، والسلطة التى بنوها على الأكاذيب لا تصمد أمام وعى الشعوب، والمواطنون هم الحكم الحقيقى على مصداقيتهم، ويؤكد التاريخ أن الصدق والشفافية هما الأساس لاستمرارية أى مشروع سياسي، بينما يغرق من يختار طريق الزيف فى مستنقع الأكاذيب التى صنعها.
الإخوان لن يعودوا وستظل تجربتهم مثالًا صارخًا، على كيف تحول كذبهم إلى سيف يقطع مصداقية من يمارسه، ويقود إلى العزلة السياسية، ويكشف حقيقة الشعارات والوعود الزائفة، فالحقائق مهما حاول الكاذبون طمسها، تبقى دائمًا هى صاحبة الكلمة الفصل، والوعى الشعبى هو الدرع الحصينة أمام الزيف والخداع.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية