تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الإخوان بين الكمون والظهور!
ما يزال الإخوان حتى الآن يقرأون المشهد السياسى بطريقة خاطئة، وهو نفس سلوكهم منذ نشأتهم، الاستقواء والاصطدام بالدولة، ثم الكمون اذا اشتدت القبضة الامنية، ويعودون فى فترات الحكومات الضعيفة. والآن، هم جالسون ويراقبون لاقتناص اى فرصة.
فى 30 يونيو اختلف الامر جذرياً، لأن الصدام لم يكن بالحكومات والأنظمة، وإنما بالشعب المصرى كله، وزادت كراهية المصريين لهم بسبب العمليات الإرهابية التى كانت تقتل شباباً من الجيش والشرطة.
فلنتذكر ولا ننسى، حتى لا ندخل نفق الاسترخاء، فالتطرف يعشش مثل خيوط العنكبوت التى تنتظر لحظة إحكام الحصار على فريستها، والتطرف هو الذى يفرش الطريق للارهاب، فوراء كل حادث ارهابى فتاوى تكفيرية.
لم يستوعبوا دروس التاريخ، وظنوا ان مصر فريسة سهلة يجب اقتناصها بسرعة، فكانت احداث يناير بالنسبة لهم بداية ونهاية، بعد أن ركبوها وأساءوا استخدام شعاراتهم، ووضعتهم تحت شمس السلطة فحرقتهم قبل أن يحرقوا مصر، وكان مفيداً جداً أن يتعرف الناس عليهم عن قرب ليتأكدوا بأنفسهم من شرهم.
إذا أردت أن تعرف أخلاق بشر، ضع فى يدهم السلطة «ثم انظر كيف يتصرفون»، فسقطت الأقنعة والطيبة المفتعلة، وأكياس البلح والسكر وزجاجات الزيت، وظهر الوجه القبيح الذى اختفى وراء الشعارات الكاذبة لسنوات طويلة.
وامتد تأثير ثورة 30 يونيو الى الاخوان الهاربين للخارج، الذين لجأوا الى اوكار بعيدة، يديرون منها معركة «الأوهام اليائسة»، ويخيل لهم أن مصر غارقة فى الازمات، وأن المصريين غاضبون وينتظرون عودتهم، دون وعى أو إدراك بالمتغيرات الكثيرة التى حدثت، وأهمها ان البلاد التى تحررت منهم ومن الارهاب، لن تنخدع فى أكاذيبهم مرة أخرى.
وفى مرحلة الكمون، تستخدم خلاياهم النائمة فى بعض القرى والنجوع والمدن، سلاح الشائعات خوفاً من قبضة الدولة القوية، ويحركون الفتن فى أى مكان يتواجدون فيه، وهم أسوأ أنواع المتآمرين، لأنهم يعلمون جيداً أنهم يعملون ضد بلدهم وشعبهم، ويقدمون على ذلك بضمير ميت.
التآمر أنواع، ويدخل فى منظومته «التواطؤ بالصمت»، لكل من يرى كذباً فيسكت عليه، أو خيرا فينكره، ومنذ سنوات كنا نطلق عليهم «الجالسون فى مقاعد المتفرجين»، وكأن ما كان يدبر ضد بلدهم لا يهمهم من قريب أو بعيد.
المتآمرون بالصمت هم الذين ساعدوا فى المحاولات الفاشلة لإسقاط الدولة، ولم يفرقوا بين كراهيتهم لنظام الحكم، وبين هدم الدولة نفسها والمؤسسات، وتعطيل الحياة وضرب الاقتصاد الوطني.
لم يكن الامن والاستقرار بدون ثمن، بل بأرواح الشهداء والجرحى من ابطال الجيش والشرطة، ودفعت البلاد مئات المليارات من الجنيهات فى الحرب ضد الارهاب، كان يمكن ان تغير وجه الحياة فى مصر لو استخدمت فى اعمار البلاد.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية