أتفاءل خيرا ببوادر الحراك السياسى والأسماء المتداولة بشأن الأحزاب الجديدة، وتستحق المؤازرة والدعم رغم قلة الأخبار عنها وعدم نسبتها إلى مصادر موثقة.

والتمنيات أن تشهد الأسابيع القادمة مزيدا من البحث والتنقيب عن شخصيات محترمة تتصدر المشهد، وتخلق حالة أكثر فاعلية وطرح أفكار ورؤى إبداعية، وبلورة أحزاب حقيقية لها تواجد فى الشارع وبين الناس، ودراسة تجربة السنوات السابقة وتنقيتها من الأخطاء.

وتتمتع الأسماء المتداولة رغم عدم توثيقها، بالخبرة والحنكة والتجارب السياسية والعملية الطويلة، ولكل منهم سابقة أعمال طويلة فى الوظائف التى تولاها، بما يعنى الاطمئنان إلى نضج الأفكار حال مشاركتهم فى الحياة السياسية والبرلمانية.

رجال الدولة هم الشخصيات العامة البارزة، وأصحاب الحياة المهنية الطويلة والمحترمة على الصعيد الوطنى والخارجى، وأهم صفاتهم الفضيلة والسعى نحو العدالة والحكمة والاعتدال والتسامح، ولا يكتمل هذا اللقب إلا لأصحاب التجارب الطويلة الناجحة

وتتوازن المنظومة بالعناصر البارزة من الشباب خلال السنوات السابقة، من الذين اكتملت خبراتهم، وساهموا بممارسات إيجابية فى مراحل العمل الوطنى، ووضع معايير مشددة ومنضبطة لمن يتم اختياره منهم فى الفترة القادمة، لتحقيق التوليفة الناجحة.

وتتعافى الحياة السياسية بشكل أكبر كلما شملت الاختيارات العناصر المؤثرة فى المجتمع، وكسر القواعد الضيقة واستعادة العصور الذهبية للحياة السياسية والبرلمانية والحزبية، لتكون البرلمانات منابر للأفكار الإبداعية، والأصوات القوية التى تتبنى مصالح الجماهير وتدافع عنها، ولمصر تاريخ برلمانى طويل تتشرف به.

العام المقبل يحتاج حراكا إيجابيا فعالا، لازدحام الأجندة السياسية والاقتصادية بملفات كثيرة تتطلب رجالا بحجمها، والبلاد على أبواب انتخابات لغرفتى البرلمان، فى أضخم موسم جماهيرى للحشد فى القرى والمدن والأرياف، للدعاية الانتخابية واختيار المرشحين.

وأيضا عام مواجهة الأزمة الاقتصادية بإجراءات محددة لتخارج الدولة من عدد كبير من المشروعات الاقتصادية، وتعظيم دور القطاع الخاص، وتفعيل ضوابط الحوكمة والشفافية والإفصاح، والحفاظ على حقوق العاملين والجرأة فى اتخاذ القرارات للخروج من الأزمة الاقتصادية، ويتحقق ذلك بمزيج من أصحاب الخبرات والدماء الجديدة.

وبحجم التحديات تأتى العقبات والشائعات، فلن تكون الطرق ممهدة ومفروشة بالورود فى ظل أوضاع إقليمية شديدة التوتر، وتنعكس على الداخل فى شكل جماعات تحاول استعادة أجواء الفوضى، مما يستدعى إعلان حالة التأهب القصوى وعدم الاسترخاء.

ويسود الارتياح الرأى العام كلما كانت الاختيارات متنوعة بحجم التنوع فى المجتمع، وبعيدة عن الشبهات، ولديها القدرة على التصدى والمواجهة، والقبول لدى الجماهير والقدرة على الإقناع المبنى على المصارحة.

العام المقبل سيشهد ارتباكات لأحداث كثيرة فى المنطقة، وبدأت بشائرها مبكرا بما يحدث فى سوريا، ونتمنى ألا تمتد عدواه إلى الدول المحيطة بنا، وتتطلب تحصين الناس بالوعى ليلتفوا حول بلدهم، ولا يسمحوا لتيارات اليأس والإحباط أن تتسلل بينهم، ويكونوا خطوط دفاع متقدمة عن دولتهم ومؤسساتها.