تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > كرم جبر > أحلى الأيام استعدادا لرمضان

أحلى الأيام استعدادا لرمضان

أجمل شىء فى القاهرة هذه الأيام زينات رمضان، وتبلغ المتعة ذروتها فى المشى سيرًا على الأقدام فى ميدان السيدة زينب، الذى تحوَّل الى خيمة كبيرة للمظاهر الرمضانية استعدادا لقدوم الشهر الكريم، وزادت بهجة الميدان بعد تطوير المسجد بما يتناسب مع قيمته الروحية والتاريخية.

مصر كلها فى حالة طوارئ لاستقبال الشهر الكريم، ورمضان فى مصر غير كل بلاد الدنيا، فى كل شىء حتى البرامج والمسلسلات، وكل مظاهر الحفاوة والتقدير والاحتفاء.. هكذا كان رمضان وسيظل إلى الأبد، فى مصر.. أم الدنيا.

رمضان فى مصر غير كل الدنيا، يعكس روح السماحة والمحبة والتعايش والسلام، وأحلى ما فيه البهجة والفرحة التى تدخل قلوب الصغار والكبار، وكلمة «كل سنة وأنت طيب»، وتبادل التهانى والدعاء، من المسلم والمسيحى، وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة ممتلئ بحب الله وحبيب الله، عاشق لبلده الذى أضفى على الإسلام صفاء القلوب ونقاء السريرة، والبعد عن كل صور التطرف والغلو.

رمضان بلمسات مصرية، هو الزينات والأنوار التى تملأ الشوارع والمساجد، ولم ينطفئ نورها، والنور ليس التيار الذى يسرى فى الأسلاك، وإنما لمسات إيمانية هادئة، تجمع قلوب المصريين فى صلاة الفجر، والتواشيح التى تملأ فضاء الكون، تعكس فنا مصريا أصيلا، يمزج بين حلاوة الإيمان وروعة الدعاء الذى ينساب على الألسنة وينبع من القلوب.

مصر علمت الأطفال أن يحبوا رمضان والصيام، فهو ليس الجوع والعطش، وإنما الانصياع لحكمة الصوم، فالله سبحانه وتعالى لم يشرع حكماً إلا وفيه حِكَم عظيمة، قد نعلمها وقد لا تهتدى إليها عقولنا، وأحكامه سبحانه وتعالى غاية فى الحكمة والكمال والإتقان.

مصر التسامح ورفض دعاوى التطرف ومن يحرمون مظاهر البهجة والفوانيس والزينات والطعام والشراب، فلا تقشف ولا تضييق على العباد، ولا يقتصر فعل الخير على الصوم والصلاة، وإنما يتسع بامتداد موائد الرحمن التى لا يخلو منها شارع، وتضم الأغنياء والفقراء، فى ملحمة للتكافل والمساواة، عندما يأكل الجميع من طبق واحد وطعام واحد، وألسنتهم تهمس بالدعاء «اللهم إنى لك صمت وعلى رزقك أفطرت».

رمضان فى مصر غير كل الدنيا، تمتلئ المساجد، وفى صلاة الفجر يتذوق الصائم حلاوة الإيمان، المشفوع بكل مظاهر البهجة، ومصر هى الدولة الوحيدة فى الدنيا التى لا ينام أهلها ليل نهار فى هذا الشهر الكريم.

وما أجمل ساحات مسجد الإمام الحسين والسيدة زينب والسيد البدوى وعبد الرحيم القنائى وغيرها، وتتجسد فرحة رمضان فى مسجد السيدة نفيسة بالذات، ربما لأنها ماتت فى شهر رمضان وهى صائمة، وربما لأنها اختارت أن تدفن فى أرض مصر الطيبة، لتظل سيرتها العطرة تملأ الميدان.

ما اجمل الدعاء الذى كنا نسمعه من أحد المصلين فى صلاة الفجر «اللهم صلِّ على النبى، اللهم صلِّ على حضرة النبى»، وكل عام وانتم بخير.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية