تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > كرم جبر > «رأس» السنوار و«رأس» نتنياهو!

«رأس» السنوار و«رأس» نتنياهو!

لا أعتقد أن السنوار يمكن أن يكون بعيدا عن قبضة إسرائيل التى قامت باصطياد قادة حزب الله وحماس فى عقر دارهم وفى قلب الحرس الثورى الإيرانى، وتسرّب اسرائيل فى صحفها أخبارا كاذبة تشير الى أنها تحتفظ بـ «رأس» السنوار مقابل صفقة فى «رأس» نتنياهو قد تكشف عنها الأيام القادمة، وتفسر أسباب إصرارها على توسيع دائرة الصراع.


ووسط النيران المشتعلة فى المنطقة عاد السنوار للظهور على الطريقة الإسرائيلية، بنشر الجيش الاسرائيلى صورة له وعليها علامة استفهام كبيرة، وتعددت التكهنات ما بين أنه قُتل بالفعل فى إحدى الغارات، أو أنه مشغول بالتخطيط لمعركة كبرى .
 

«السيدة الرمادية» -وهذا لقب صحيفة «نيويورك تايمز» الأكثر تأثيرا وانتشارا فى العالم- نشرت تقريرا منذ أيام تقول فيه إن السنوار لا يزال على قيد الحياة، ومستمر فى اتخاذ قرارات حاسمة لحماس، وأن الاقتراح الأمريكى ينص على إطلاق سراح جميع الرهائن، وخروج السنوار وكل من يرغب فى مغادرة القطاع من قادة حماس إلى «مكان آخر».
وسرَّبت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية خيارات «المكان الآخر» الذى تدرسه إسرائيل بالسماح للسنوار وقادة حماس فى غزة بالخروج الى دولة عربية «ذكرتها بالاسم» بعيدا عن سيناء مقابل تحرير الرهائن وإنهاء حكم حماس، وأن نتنياهو لا يصر على قتل السنوار، ويساوم برفع تجميد أصول حماس، بعد إلغاء الولايات المتحدة إدراجها للدولة المقترحة كراعية للإرهاب.


وتصدرت التسريبات الإسرائيلية بالنفى الطوعى للسنوار المواقع الإخبارية، واطلقت عليها صفقة «الممر الآمن»، ومن المؤكد أنها ستقابل برفض كبير عربيا وفلسطينيا، فى ظل الإجماع العربى على عدم تهجير الفلسطينيين، وتشدد حماس على رفض المقترحات الإسرائيلية والتمسك بحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة.


لماذا بالون الاختبار الإسرائيلى بالتهجير الى دولة عربية فى ظل ظروف الحرب الأهلية والأوضاع الأمنية شديدة الصعوبة؟، وان كانت تسريبات لا يمكن البناء عليها، ولكن لا يمكن أيضا تجاهل الأفكار العنصرية التوسعية لنتنياهو واليمين الاسرائيلى المتطرف، لاستمرار توسيع نطاق الصراع بشتى الوسائل وصولا الى أهداف محددة.
هل تخطط إسرائيل -مثلا- لتهجير الفلسطينيين لخلق بؤرة صراع أخرى فى منطقة مشتعلة، وتمهد لذلك بما تسميه صفقة «الممر الآمن»، وتتعمد إفشال المبادرة الامريكية وتثير العقبات، لإبعاد الأنظار عما يحدث فى غزة، وتوسيع دائرة الصراع مع إيران؟

الصورة التى نشرها الجيش الإسرائيلى منذ أيام للسنوار وعليها علامة استفهام كبيرة قد تكون كاشفة لأفكار شيطانية بشأن خطة نتنياهو للشرق الأوسط الكبير، ونشرت إسرائيل خريطة للمنطقة عليها حدود إسرائيل التى تضم الضفة والقطاع، ولا وجود للدولة الفلسطينية على الإطلاق.


نتنياهو يضخم «فزاعة إيران» لتخويف دول الخليج، ويخطط لتهجير الفلسطينيين، ويروج لتحالف جديد أطلق عليه «إبرام» للدفاع عنها ضد الخطر الإيراني، ويطرح نفسه حارسا للأمن فى المنطقة وبديلا للولايات المتحدة أو ذراعا لها، ليأخذ من ثروات البترول مقابل الحراسة، ويضرب أذرع ايران هنا وهناك لإثبات قدرته.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية