تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > كرم جبر > «المذيعة» التى تنتهك سمعة المشاهير !

«المذيعة» التى تنتهك سمعة المشاهير !

مذيعة عاملة قناة على فيس بوك بتبهدل فيها المشاهير،وتنتهك سمعتهم بحكايات مفتعلة، وعندما قررت إحدى الفنانات مقاضاتها ، اعتذرت المذيعة خوفاً ، ولكن اعتذارها لا يمحو أفعالها ، والترند لا يحب أن يكون بنهش الأعراض.
الجمهور المتلقى يتعامل بأسلوب القطيع ، إذا كٌتب منشوراً يمتدح شخصاً، يتسابق المعلّقون لكشف فضائله وسرد مآثره، وإذا كان المنشور مسيئاً ، تجد من ينبش فى تاريخه بحثاً عن هفوة أو سقطة، ويتحول «فيس بوك» إلى ساحة أحكام فورية، فيها من يصفق وفيها من يجلد، وأغلبهم لا يعرف الحقيقة .
من الذى أعطى هذه المذيعة وأمثالها الحق فى الهجوم على الناس؟، وكأنها تجلس على منصة القضاء وتصدر أحكاماً جائرة، وتستخدم عبارات خادشة للحياء، وتظن أنها لن تقع تحت طائلة العقاب والحساب .
ورغم أن «فيس بوك» كان فى بداياته مساحة للتواصل الخفيف ومعرفة أخبار الأصدقاء البعيدين، إلا أنه صار فى الوقت نفسه منبراً لنوع آخر من المستخدمين: المتنمرين والشتّامين، وربما أشخاص لا وجود لهم فى الحقيقة، يختبئون وراء أسماء وصور مزيفة، وهؤلاء يمثلون أخطر ما فى هذا العالم.
تحوّل «فيس بوك» و«عائلته الإلكترونية» إلى باب رزق للبعض ،صفحات وهمية تتكاثر كالفطر، ويجمع أصحابها آلاف المتابعين ثم يعرضونها للبيع، لتبدأ دورة جديدة من الوهم، يتوارثها أشخاص يبحثون عن جمهور بأى طريقة، وتستغل حاجة البعض إلى الشهرة أو الربح السريع.
ومع اتساع مساحة الانتشار بات تأثيرها على الرأى العام أكبر من تأثير الصحف والقنوات، وأصبحت قادرة على الضغط على الحكومات والمسؤولين، حتى أن كثيراً من القضايا دفعت مسئولين لاتخاذ قرارات خوفاً من الغضب الإلكتروني.
لكن هذه القوة تصحبها مخاطر كبيرة، فالإعلام الجديد المتمثل فى فيس بوك وتويتر وغيرها ، أصبح بلا سقف ولا ضوابط،وهنا يكمن التحدي: من يحكم هذا الفضاء؟ وهل يكون مصير الوعى الجمعى بين الأصابع العشوائية ؟ ،سؤال بات يثير قلق الدول قبل الأفراد، وليس غريباً أن تلجأ دولة مثل الصين إلى خلق منصات محلية تحت رقابتها، فى تجربة قد تتجه إليها دول أخرى بعد تفاقم الفوضى الرقمية.
أما الخطر الأكبر فهو استغلال الجماعات الإرهابية لمنصات التواصل واستغلالها فى الاتصالات المشفرة والخرائط وأجهزة ثريا، ، فى التخطيط والتجنيد وصناعة المتفجرات وإدارة الحملات الدعائية، وما جرى فى مصر من استخدام مكثف لتنظيمات معينة لهذه الوسائل منذ التسعينيات وصولاً إلى أحداث ما بعد ٢٥ يناير، يؤكد أن الأمر لم يكن عفوياً بل منهجاً منظماً.
لا أحد ينكر أن الحرية مطلوبة، ولكن دون ضوابط قد تتحول إلى سلاح فاسد، وتبقى الحاجة ملحة لوجود «خيط» رفيع أو سميك يفصل بين حرية التعبير وحماية الناس ، وبين الاستخدام الإيجابى للتكنولوجيا وبين توظيفها كأداة هدم ، الخط الفاصل يمكّن المجتمعات من الاستفادة من قوة الإعلام الجديد دون أن تقع ضحية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية