تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
«أبولولو» و«أبولؤلؤة».. خناجر الماضى ورصاص الحاضر!
اسمه فيروز النهاوندى، «قاتل الفاروق»، ويلقب بـ «أبو لؤلؤة»، سنة ٣٣ هـ/٦٤٤ م، أثناء صلاة الفجر فى مسجد المدينة، طعن الخليفة عمر بن الخطاب ست طعنات بخنجر له رأسان وطعن معه عددًا من المصلين، وحاول الناس الإمساك به، فانتحر بخنجره.
عند أهل السنة يعد أبو لؤلؤة مجرمًا قاتلًا، ولا يترحم عليه، وعند بعض الشيعة المتطرفين «وليس كل الشيعة»، ونقل أن بعضهم أقام له مقامًا فى كاشان بإيران، لكن علماء الشيعة المعتدلين يرفضون ذلك تماماً.
>> اسمه الفاتح عبدالله إدريس «٢٠٢٥م»،»جزار الفاشر»، ويلقب بـ «أبولولو»، ظهر فى مقاطع فيديو ينفذ عمليات إعدام ميدانية ضد مدنيين فى الفاشر، وهو ما أثار استنكارًا واسعًا، وهناك شكوك بأن اعتقاله قد يكون لأغراض دعائية أو لتحسين الصورة، وليس محاكمة حقيقية.
أوجه التشابه بين «قاتل عمر» و»جزار الفاشر» هى مشاهد دامية، تعيد إلى الأذهان قصصًا من الماضى تتجسد فى الحاضر.. قاتل الخليفة عمر بن الخطاب، حمل خنجره بروح تجردت من إنسانيتها، لتغرس الألم فى قلوب المسلمين.. و«جزار الفاشر»، تحولت أفعاله إلى رمز للقسوة المفرطة والتلذذ بسفك الدماء.
كلا السفاحين اتخذا من الدين ستاراً لتبرير العنف، رغم أن الأديان جميعها ترفض القتل وتنادى بالرحمة، وتتشابه الملامح بين الماضى والحاضر فى غياب الرحمة وإزهاق الأرواح، وأعمال قتل عمد تنتهك القيم الدينية والإنسانية، وتشكل جرائم ضد العدالة والضمير، ولا تعبر عن عقيدة أو مبدأ، بل عن انحدار أخلاقى يتغذى على الكراهية ويتخفى وراء شعارات زائفة.
وفى أحد المقاطع المتداولة، شوهد «جزار الفاشر» واقفاً وسط جثث متناثرة، يخاطب رجلاً مصاباً على الأرض، مهدداً إياه قبل أن يطلق عليه النار من بندقية آلية، وفى مقطع آخر ظهر إلى جانب عدد من مقاتلى الدعم السريع المسلحين ببنادق هجومية، بينما كانوا يحيطون بأسرى عزل، وبعد أن وجه كلمات إليهم، أطلق النار عليهم بدم بارد وسط هتافات المقاتلين المحيطين به.
ولا يمكن الوثوق فيما أعلنته قوات الدعم السريع بفتح تحقيق حول اتهامات موجهة لأبو لولو، وإذا ثبت أنه الفاعل سيحاسب فوراً دون تأخير، ويرى كثيرون أن ذلك تضليل و تبرير لجرائم الحرب التى ارتكبها الدعم السريع.
وتزامن ذلك مع تقارير أمريكية تكشف عن صور أقمار صناعية حديثة تظهر تجمعات كبيرة تتطابق مع أجساد بشرية فى شوارع الفاشر إلى جانب دماء، وهو ما اعتبره الباحثون دليلاً على عمليات إعدامات جماعية.
وتبقى الرسالة واضحة، لا دين يبرر القتل، ولا قضية تُقام على دماء الأبرياء، من أبو لؤلؤة إلى جزار الفاشر، تتغير الأسماء وتبقى الجريمة واحدة فى حق الإنسان والرحمة والضمير، والمواجهة لا تكون بالسلاح وحده، بل بإحياء القيم التى تُقدّس الحياة، ليستعيد الإنسان إنسانيته، وتنتصر الحقيقة على أسلحة الغدر .
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية