تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > فوميو كيشيدا > يدًا بيد مع مصر. . من أجل الازدهار فى الـ 100 عام القادمة

يدًا بيد مع مصر. . من أجل الازدهار فى الـ 100 عام القادمة

بدايةً من يوم 29 أبريل، أقوم بزيارتى الأولى لمصر منذ أن توليت عملى كرئيس للوزراء. جاء اختيارى لمصر لتكون وجهتى الأولى خلال هذه الجولة من الزيارات لإفريقيا على مدى أسبوع تقريبًا، بالطبع لأن العلاقات معها تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لليابان.
 

أولًا: واظبت اليابان على المضى قدمًا يدًا بيد مع مصر فى طريقهما كصديقين حميمين لا يمكن لأحدهما الاستغناء عن الآخر، حيث تمتلك كل منهما تاريخًا يمتد لآلاف السنين وثقافات وتراثا وتقاليد ثرية.
إن تعاون اليابان مع مصر يسعى إلى ازدهارها على مدى الـ 50 عام والـ 100 عام القادمة، وليس فقط خلال هذا العام أو الـ 10 أعوام التالية. الاستثمار فى الشباب مِمَن يحملون على عاتقهم قيادة المستقبل، متمثلًا فى الجامعة المصرية –اليابانية للعلوم والتكنولوجيا (E-JUST)، التى تُعد قاعدة الفكر والمعرفة فى إفريقيا، والمدارس المصرية –اليابانية (EJS)، التى يدرس بها أكثر من 10 آلاف طفل مصري، والمنشآت الثقافية متمثلة فى المتحف المصرى الكبير (GEM)، ودار الأوبرا المصرية، والتعاون عالى الجودة فى البنية التحتية الخاصة بإنشاء البنية التحتية للنقل، متمثلة فى «كوبرى السلام» المعلق على قناة السويس ومترو أنفاق القاهرة، كل هذا التعاون يأتى فى إطار مثل هذه النظرة الطويلة الأمد.
كما أن اليابان التى تحيط بها البحار والمحيطات من الجهات الأربع، ومصر التى تهيمن على قناة السويس، والتى تُعد شريانًا رئيسيًا للنقل والتدفق المادي، تشتركان فى مصالح مشتركة فيما يتعلق بالاستخدام السلمى والآمن للبحار والمحيطات. وستواصل اليابان تعاونها بجدية مع مصر لتطوير منطقة المحيطين الهندى والهادئ الحرة والمفتوحة ولتعزيز الربط البحرى وتأمين حركة المرور والملاحة البحرية، مما سيعود بالنفع على التنمية فى مصر.
ثانيًا: تُعد مصر أيضًا شريكًا مهمًا فى الحفاظ على نظام دولى حر ومفتوح قائم على سيادة القانون. إن الغزو الروسى لأوكرانيا يزعزع من الأساس أسس السلام والازدهار التى بناها المجتمع الدولى من خلال تضحيات جسام. كما يعانى الكثير من الناس فى مصر والعالم من نقص الغذاء وارتفاع أسعار الطاقة جراء ذلك.
يجب علينا ألا نتسامح أبدًا مع المحاولات الأحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن بالقوة، مثل غزو أوكرانيا، حتى يتمكن أحفادنا من التمتع بالسلام والازدهار فى المستقبل. هناك أهمية الآن تحديدًا لإعادة التأكيد على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ودعم التنمية فى مصر وغيرها من البلدان الإفريقية بحزم. وتعتزم اليابان، التى تتولى حاليًا رئاسة مجموعة السبع G7 وتعمل كعضو غير دائم فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، التنسيق وقيادة المناقشات الدولية. بالإضافة إلى ذلك، وحتى يتمكن المجتمع الدولى من المضى قدمًا فى اتجاه موحد نحو السلام والازدهار، أتطلع خلال زيارتى هذه، إلى التأكيد مع مصر، على العمل معًا من أجل الحفاظ على نظام دولى حر ومفتوح قائم على سيادة القانون.
بناءً على علاقات الثقة القوية التى نمت وترعرعت على مدى سنواتٍ عديدة من العلاقات الودية، حان الآن الوقت الذى يمضى فيه البلدان قدمًا كشريكين إستراتيجيين والعمل معًا من أجل السلام والازدهار فى الشرق الأوسط وإفريقيا، ومنِ ثم العالم أجمع. سوف أتشارك هذه الرؤية مع فخامة الرئيس السيسي، وسأقوم بتعزيز العلاقات الثنائية فى عدة مجالات متعددة، بما فى ذلك السياسة والأمن والاقتصاد والتعليم والثقافة والرياضة وغيرها.
قبل 60 عامًا تقريبًا، شاركت الشركات اليابانية فى مشروع قومى مصرى متمثلًا فى أعمال التجديد الكبرى لقناة السويس، واستخدمت معارفها وتقنيتها بشجاعة حتى عندما توقف العمل بسبب الحرب، أو عندما اصطدمت بصخور الأساس الصلبة والتى أطلق عليها صخور الشيطان. لقد كانت اليابان، وستظل تقف إلى جانب مصر من خلال القطاعين العام والخاص، ولديها استعداد تام للتغلب معها على أى صعوبات، من أجل ازدهار مصر على مدى الـ 100 عام القادمة. وكما تقول المقولة الشهيرة: مَن يشرب مِن ماء النيل لابد وأن يعود إليه مرة أخرى، أتطلع إلى رؤية كيف يتم بناء وتعميق روابط الصداقة بين البلدين، مرة أخرى فى مصر.
-----------------------
فوميو كيشيدا - رئيس وزراء اليابان
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية