تعد مبادرة إحلال السيارات القديمة فى مصر واستبدالها بسيارات جديدة، من أكثر المبادرات الطموحة التى سعت نحو تحسين بيئة المدن وتقليل التلوث،

وقد شهدت هذه المبادرة انطلاقة قوية منذ سنوات مع استبدال سيارات الأجرة القديمة بسيارات حديثة، تعاونت فيها الوزارات المعنية وبيوت التمويل، وبعد نجاح المرحلة الأولى، شملت المرحلة الثانية السيارات الخاصة، بينما كانت المرحلة الثالثة تهدف إلى إحلال الميكروباص القديم، لكن المشروع تعرض لتحديات كبيرة مع ارتفاع سعر الدولار، مما أدى إلى زيادة فى أسعار السيارات وقلة أنواع السيارات المتاحة.

وقد أدت الزيادات الجنونية فى أسعار السيارات التى حدثت خلال السنوات الماضية إلى نتائج سلبية، وأثارت قلق العديد من المواطنين الذين يعانون فى حصولهم على سيارة جديدة، وكذلك المهتمون بتحسين البيئة والصحة العامة، حيث أصبح حلم امتلاك سيارة بعيد المنال، كما أن استمرار استخدام السيارات القديمة يسبب ضررًا بيئيًا كبيرًا من خلال زيادة الانبعاثات الضارة وتلوث الهواء.

من هنا يمكن اعتبار هذه المبادرة أحد الحلول التى يمكن للحكومة الاعتماد عليها لتسهيل استيراد أو تصنيع السيارات الكهربائية أو التى تعمل بالغاز كبديل اقتصادى وصحى،

فهذه السيارات لا تقلل فقط من انبعاثات الكربون، بل توفر أيضًا حلاً آمنًا للمواطنين الذين يعتمدون على السيارات فى تنقلاتهم اليومية، من خلال توفير الدعم اللازم للمشروع، سواء من خلال تقديم حوافز مالية للمواطنين أو تسهيل آليات التمويل،

وهو ما يعد خطوة كبيرة نحو تحقيق الأهداف البيئية والاجتماعية التى وضعتها الدولة، ويجعل استمرار المشروع وتنفيذ المراحل المتبقية ضرورة بيئية واقتصادية فى الوقت ذاته.