تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > فهمي عنبة > عام هجرى جديد .. وأحوال المسلمين !!

عام هجرى جديد .. وأحوال المسلمين !!

•• « الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها » .. بهذه الكلمات حسم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الجدل الــذى ُأثير بين الصحابة عندما اجتمعوا لاختيار الحدث الـذى يتم اتخاذه بداية للتقويم وتحديد السنوات . 

لم يجد الفاروق حدثاً ساهم فى تغيير حياة المسلمين أفضل من هجرة الرسول « صلى الله عليه وسلم » من مكة إلى المدينة وتأسيس الدولة .. ومن يومها تم اعتماد التقويم الهجرى بالأشهر العربية التى تعتمد على القمر ودورانـــه حـول الأرض .. وقـد تكون فى ذلك حكمة أرادها الله لأن الشهور العربية تأتى مختلفة بينما الميلادية ثابتة ومحددة .. فالعام الهجرى ينقص تقريباً 11 يوماً  كل عام عن الميلادى .. فتدور الأيام وتأتى الأعياد والمناسبات والمواسم فى الصيف مرة وفى الشتاء مرة .. ويصوم المسلم رمضان فى البرد وفى عز الحر وفـى الربيع والخريف فالأشهر متجددة ومتغيرة كأحوال الدنيا وليست ثابتة جامدة .. ولكن للأسف معظم الدول العربية والإسلامية لم تعد تعتمد التقويم الهجرى ولا تتذكره إلا فى المواسم كالأعياد والصيام والحج .. ولم يعودوا يعرفون الأشهر الحُرم التى ينبغى عليهم التوقف عن القتال فيها كما يحدث فى السودان هذه الأيام !! .

يعود العام الهجرى الجديد والأمة الإسلامية تعانى من التفكك .. مما جعل البعض يتجرأون على مهاجمة الإســلام والمسلمين ويقوم بحرق المصحف الشريف فى السويد ومـن قبلها فى النرويج والـدانـمـارك .. كـمـا انـتـشـرت الأحــــزاب اليمينية المـتـطـرفـة فى أوروبـــا وأمريكا وشهدت دولها موجات من اضطهاد المسلمين وظـهـور مـا يسمى « بالإسلاموفوبيا » التى تؤيدها جماعات متعصبة بمساعدة من الصهيونية والماسونية ..

وللأسف فإن الـدول الإسلامية لا تفعل شيئاً سوى الشجب والإدانة لتلك الممارسات .. ولا يوجد موقف موحد إسلامى جماعى لإقناع شعوب أوروبا وأمريكا بسماحة الدين الإسـلامـى وأن دولهم هى مصدر الإرهـاب وهى التى أنشأته وتموله .. وأن أول ضحاياه هم العرب والمسلمون !! .

يعود العام الهجرى الجديد وقد تخطى عدد المسلمين 2 مليار نسمة يمثلون ربـع سكان العالم .. ولكنهم للأسف « كغثاء السيل » .. متفرقون وليس لهم موقف موحد .. بل انهم يقاتلون بعضهم بعضاً .. لذلك هانوا على كل الأمم فتداعت عليهم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها .. ولا نجاة لهم إلا بتعاونهم واتحادهم والهجرة إلى دينهم !! .

على المسلمين التمسك بتراثهم والعمل لرفعة أوطانهم والعودة إلى المساهمة فى الحضارة الإنسانية بأفكارهم واختراعاتهم ومنتجاتهم .. فلا يمكن أن يظلوا مستهلكين ومتلقين وخاضعين ومنتظرين لعطف الآخرين عليهم بتصدير كل شيء لهم .. ابتداء من الغذاء والكساء إلى السلاح والتكنولوجيا ..

لابــد أن يـكـون هـنـاك تكامل عـربـى إسـلامـى فى الاقتصاد والتجارة والصناعة والاستثمار والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي .. عندها سيحترمهم العالم ولن يتجرأ أحد على تشويه صورة الإسلام ولا حرق المصحف ولا تدنيس المسجد الأقصي !! .

أخيراً .. لا أدرى لماذا لا تقوم الدول العربية والإسلامية بالعودة إلى التقويم الهجرى أو على الأقل العمل به بجوار الميلادي .. ويعود التلاميذ فى المـدارس كما كنا زمان نكتب التاريخين على السبورة .. حتى لا تنسى الأجيال القادمة تاريخنا وتراثنا وأيامنا وأعيادنا ومواقيت شعائرنا .. فلا يمكن أن نسير وفقا للآخرين فى كل شيء .. والذى سيحدث انه بعد سنوات سينسى الأطفال صلاة الجمعة كما نسوا التاريخ الهجري .. أو على الأقل سيتحججون بوقت العمل ولا يذهبون لأداء الصلاة فى الجامع مع أن المسلمين الأوائل كانوا يعتبرون « الجمعة » عيداً أسبوعياً ؟! .
....
مشروع قومى لإنقاذ
المبانى الآيلة للسقوط !!

•• خلال أيام العام الحالى انهارت عدة عمارات فى الأسكندرية والبحيرة وأسيوط وأخيراً فى حدائق القبة بالقاهرة .. فإلى متى يستمر مسلسل انهيار العمارات فوق رؤوس ساكنيها لنفقد العديد من الأرواح البريئة ؟! .

لم يعد الأمر يحتمل التأجيل لايجاد عـلاج لهـذه المشكلة المزمنة .. ولابـد من تحرك سريع من الحكومة ولو أدى الأمر لإعلان وبدء مشروع قومى لإنقاذ المبانى الآيلة للسقوط فى جميع أنحاء الجمهورية .. ووضع خارطة طريق وفترة زمنية لا تزيد عن 3 أو 5 سنوات على الأكثر لتنفيذ المشروع الذى تكون أولى خطواته البدء فوراً فى حصر جميع المبانى والعمارات المهددة بالانهيار و الآيلة للسقوط .. وبعد الحصر يتم إخلاؤها من السكان مع تدبير أماكن بديلة لهم للانتقال إليها.. ثم البدء فى ترميم هـذه المبانى أو هدمها وإعـادة البناء .

 علينا أن نعترف أن هــذا الأمــر أكبر مـن إمكانيات المحافظات والمحليات ووزارة التنمية المحلية .. لذلك لابد من تكاتف كافة أجهزة الدولة وكذلك المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية .. وكما حدث فى مشروع المناطق الخطرة ونقل العشوائيات إلى مناطق حضارية جديدة فالمطلوب أن تعطى الدولة كل اهتمامها لهذا المشروع القومى لإحلال وتجديد جميع المبانى الآيلة للسقوط فى كافة أنحاء الجمهورية وإنقاذ أرواح المواطنين وممتلكاتهم من الضياع تحت الأنقاض !! .
..........
نهاية سعيدة لأزمة «صافر»!!

•• منذ عام 2015  والعالم يحبس أنفاسه فى انتظار حــدوث كـارثـة بيئية تهدد البحر الأحـمـر بسبب احتمال انفجار خزان البترول العائم « صافر » أو حدوث تسرب نفطى منه يدمر الـشـواطـئ ويقضى على الأحياء البحرية !!

 تهالك خزان « صافر » وأكله الصدأ أمام سواحل اليمن وهو ملئ بأكثر من مليون طن بترول .. وساعدت الحرب الأهلية هناك فى عدم إجـراء صيانة له على مدى سنوات فأصبح على وشك الغرق وتسرب النفط منه فى مياه البحر الأحمر .. كما كان مهدداً أيضاً بإصابته بطلقات من المـدافـع خاصة وأنـه يقع فى الحُديدة أمـام منطقة يسيطر عليها الحوثيون !!.

حاولت الأمم المتحدة جمع المبالغ اللازمة لعلاج هذه الأزمـة والتى لا تزيد على 143 مليون دولار فقط ولكنها عجزت عن ذلـك لعدة سنوات .. بالطبع لأن الأمر لا يتعلق بكارثة بيئية فى أوروبا أو أمريكا وإنما يخص دولا عربية وأفريقية هى المهددة من الآثار السلبية لتلوث مياه البحر .. المهم انها فى النهاية حصلت على المبلغ المطلوب للإنقاذ الذى تقوم خطته على إحضار السفينة العملاقة «نوتيكا» ليتم سحب البترول من «صافر» إليها وتجنب كارثة لو حدثت كانت ستكلف الـدول المحيطة ما يقرب من 20 مليار دولار بخلاف تأثيرها البيئى المدمر . 

سمحت مصر بعبور السفينة العملاقة «نوتيكا» قناة السويس مجاناً مساهمة منها فى عملية الإنـقـاذ .. ووصلت السفينة إلى جوار «صافر» لتبدأ مهمتها ولكن بعد التأكد من إزالة الألغام وتنظيف الشاطئ تماما حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه أثناء نقل البترول الخام .. وبعد هذه العملية سيتم تنظيف «صافر» من بقايا البترول العالقة والمتجمدة ثم تقطيعها وبيعها أما البترول فهو يخص الدولة اليمنية . 

تأخرت عملية الإنقاذ طويلا بسبب الحرب ولعدم جمع التكلفة المطلوبة .. ولكن فى النهاية قاربت المشكلة على النهاية السعيدة ليتجنب العالم فى حال إتمام المهمة بنجاح أكبر كارثة بيئية بحرية فى التاريخ حيث قدرها الخبراء بأنها لو وقعت ستكون 4 أضعاف ما حدث من تسرب نفطى فى عام 2010 بعد انفجار منصة بحرية فى خليج المكسيك !! .

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية