•• لـم تكن تصريحات وأفـعـال وزيــر المالية الإسرائيلى مفاجأة فـى ظـل وصــول حكومة يمينية فاشية متطرفة إلى الحكم بقيادة بنيامين نتنياهو .. فـمـاذا كــان الـعـرب ينتظرون مـن مثل هذه الـحـكـومـة ســـوى زيـــــادة الـبـطـش بالشعب الفلسطينى وقتله وتشريده ومصادرة منازله وأراضيه وزيادة المستعمرات وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية ؟! .
كان من الطبيعى فى ظل هذه الحكومة ذات الطبيعة العنصرية الصهيونية أن يتجرأ وزيــر المالية سموتريتش ويـطـالـب بمحو بـلـدة « حـــوارة » الفلسطينية من الـوجـود وبعدها بعدة أيام يسافر إلى باريس ليعلن من هناك إنه لا يوجد ما يسمى بالشعب الفلسطينى بينما كان يقف وخلفه خريطة تمثل إسرائيل الكبرى التى تضم كل أراضـى الأردن وفلسطين وجـزءاً من سوريا !! .

من الواضح ان حكومة نتنياهو تـوزع الأدوار فبينما ترسل الوفود للتفاوض مع الفلسطينيين ويـتـم الاتــفــاق عـلـى الـتـهـدئـة ووقـــف بناء المستوطنات واحترام المقدسات .. يخرج وزير المالية بتصريحاته التى تهدم كـل خطوات السلام على أساس حل الدولتين .. ويـزداد الأمر تعقيداً بالغاء البرلمان لقانون يقضى بإخلاء أربع مستوطنات كان قد تم إقراره بعد اتفاق مع الفلسطينيين عام 2005 برعاية أمريكية .. وهو ما يعنى عودة المستوطنين للإقامة فى هذه المستوطنات ونسف كل ما تم من اتفاقيات سابقة .. وهكذا العهد بالإسرائليين انهم لا يحافظون على عهود ولا يلتزمون بمواثيق !! 

يحاول نتنياهو خـداع العالم بأنه يسعى إلى السلام بينما وزير الأمن القومى الإسرائيلى فى حكومته «ايتمار بن غفير» يقتحم الأقصى ويأمر بقتل الفلسطينيين يومياً مع انه  المسئول عن توفير الأمن وحماية الأرواح .. ويقول إنه لا تراجع عن تهويد الـقـدس .. وانـه لا يمكن ان يوافق على إقامة دولة للفلسطينيين .. مما يعنى ان سياسة توزيع الأدوار التى يجيدونها تهدم حل الدولتين من الأساس وترفض إعطاء الشعب الفلسطينى حقوقه فى العيش بأمان فى وطن عاصمته القدس !! .

بالتأكيد لا يخفى ذلك على العرب .. كما إنـه لا يجب الـوثـوق فى حكومة عنصرية لها أكثر من مائة وجـه ..

والأهـم ان نتنياهو لا يمكنه الافــلات من قبضة الذين يتحالف معهم من اليمنيين المتشددين حتى لا يسقط الائتلاف الحاكم ويفقد وقتها الأغلبية فى الكنيست وهـى التى تحميه من المثول أمـام القضاء فى العديد من قضايا الفساد .. وهـؤلاء أيضاً هم الذين سيساعدونه على تغيير الـقـانـون للحد من سلطة المحكمة العليا وجعل تعيين القضاة فـى يديه رغـم إرادة الشعب اليهودى الـذى يخرج فـى مظاهرات على مــدار 11 أسبوعا ضد تعديلات نتنياهو على القانون .. كل ذلك يجعله ضعيفاً أمام الوزراء بفرض انه لا يوافق على تصريحاتهم وأفـعـالـهـم .. وهــم يعلمون ذلك فيتمادون .. وهذا شأنهم .. ولكن ماذا يفعل الفلسطينيون والـعـرب .. وهـل يكتفى العالم بالشجب والتنديد ؟! .

لابد أن يبدأ الفلسطينيون والعرب فوراً نبذ الخلافات والبدء فى توحيد الصف والاتفاق على صيغة جـديـدة للتعامل مـع الحكومة التى تحكم إسرائيل والتى لا ينفع معها سوى تكثيف كـل الجهود ورسم خارطة طريق واستراتيجية عربية للتعامل مع هذه الحكومة باستغلال كافة أوراق القوة المتاحة على مختلف الأصـعـدة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية ..

والأهم دعـم المقاومة المشروعة للشعب الفلسطينى حتى ينال حقوقه فى إقامة دولته وعاصمتها القدس .. مع ضرورة التريث فى خطوات " التطبيع المجانى " حتى تتوقف تصريحات وزراء نتنياهو العنصرية و تتوقف اعتداءات جيش الاحتلال الوحشية ضد الفلسطينيين ويتم التوقف عن بناء المستوطنات .. فربما بذلك تبرهن اسرائيل عملياً انها راغبة فى السلام !! .

 لــن يـتـحـرك الـعـالـم إلا إذا تحقق الـوفـاق بـين الفصائل الفلسطينية وتوحدت كلمة الــدول العربية .. عندها لن يتوقف الأمر عند الشجب والاستهجان الدولى لتصريحات وأفعال وزيـر المالية الإسرائيلى واعــتــداءات وزيــر الأمــن وجنود الاحـتـلال على الشعب الفلسطيني .. ففى ظل التوافق الفلسطينى والتكامل العربى بالتأكيد ستتحرك المحكمة الجنائية الدولية وسيصدر مجلس الأمن قرارات حاسمة .. فلو أن أى وزير فى العالم طالب بأن يتم محو بلده فى أى دولة من على وجه الأرض لتم عزله فوراً ومحاكمته دولياً بتهمة الإرهاب .. ولكن لابد من وجود قوة تجبر العالم على التحرك لفعل ذلك .. والعرب لديهم القوة لو أرادوا !! .
*****
.. حتى لا تضيع أيام رمضان !!

•• حــاول بقدر استطاعتك ألا تضيع منك لحظة من رمضان دون أن تقضيها فى طاعة أو صلة رحم أو عمل يقربك من الله . 

صحيح إننا فى أول أيـام الصيام .. ولكنه شهر كريم يمر كالريح المرسلة.. وفجأة تجد نفسك فى أواخـــره وتسمع أغنية «يـا ليلة العيد».. وعندها إذا لـم تكن قـد انتبهت فستكون قد خسرت الكثير.. فاليوم الذى يمر لا يعود .. ولو فاتك رمضان قد لا تدركه مرة أخري !! .

أمام كل انسان فرصة ليعيد حساباته مع نفسه ومع الآخرين ومع ربه .. يمكنك تغيير حياتك وتبدأ من جـديـد .. فى عملك .. مع أسرتك .. وتجاه خالقك .. انظر بداخلك .. وحولك .. ارفع يدك بالدعاء إلى السماء ليرزقك الله التوفيق فى حياتك الدنيا وفى الآخرة . 

هلت ليالى حـلـوة وهـنـيـة .. كـل مـا عليك ان تستغلها فى التقرب إلـى الـلـه .. وإلـى أهلك .. وأن تجتهد فى عملك .. ولا تقصر تجاه بيتك ووطنك . 

فى شهر الـقـرآن لا تكتفى بمجرد قـراءتـه .. فليس الحكمة ان تختمه مـرات عديدة دون تفكر وتـدبـر .. ولكن المطلوب أن تعى معانيه وتعرف أوامره ونواهيه .. وتأخذ بحلاله وتبتعد عن محرماته .. كن مثل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان قرآنا يمشى على الأرض !! .

لا تنس أن تشكر الخالق على انك قـادر على الصيام والقيام .. فتلك نعمة لا يعرف قيمتها إلا المرضى ومن شاءت إرادة الله أن يُحرموا من القدرة على أداء الفرائض والنوافل !! .

إبـدأ شهر الخير بتذكر البسطاء من الفقراء والمـسـاكـين .. فـالإسـلام ديــن المحبة والتكافل والتراحم .. وعليك أن تُشعر المحتاجين بأنهم ليسوا وحدهم .. انفق فى السراء و الضراء .. واكظم غيظك .. وتحلى بالعفو لتكون من المحسنين . 

اهتم بـوالـديـك وبـزوجـتـك وأولادك .. وتذكر اخوتك وصلة الرحم .. لذلك اجعل من أيام رمضان وقتاً تستقطعه لتسأل عنهم وتساعدهم وتقف بجوارهم وتحل مشاكلهم .. لتكون من الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ولا يفسدون فى الأرض !! .

اخلص فى عملك .. دع الكسل .. فرمضان شهر انـتـصـارات المسلمين وكـانـت معظم معاركهم خـلالـه مما يعنى انــه ليس للاسترخاء ولا للنوم .. ولا لمشاهدة المسلسلات فقط .. ولكنه للعمل وللعبادة !! .

مازلنا فى أول رمضان .. فلا تدع أيامه تتسرب من بين يديك حتى لا تندم على ضياع الشهر وبركاته وخيراته .. ويومها لا تلومن الا نفسك !! .