تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
" بلفور " بدأ المأساة .. و " بايدن " لايريد أن ينهيها !!
•• مأساة الفلسطينيين بدأت فى مثل هـذا اليوم من 106 سنوات عندما وقع وزير خارجية المملكة المتحدة «آرثر بلفور» على رسالة إلى الثرى اليهودى اللورد ليونيل دى روتشيلد لينقلها إلــى الاتـحـاد الصهيونى ؛ بمساعدة بريطانيا لليهود لإقامة وطن قومى لهم فى فلسطين .
هــذه الـرسـالـة الـتـى أُطـلـق عليها «وعـد بلفور» كانت فى 2 نوفمبر 1917 خلال الحرب العالمية الأولي .. وأثبتت الوثائق «التى أفرج عنها» أن ألمانيا عدو بريطانيا فى هذه الحرب كانت ستقوم باتخاذ نفس الخطوة وإعــلان وطـن لليهود فــأراد بلفور أن يسبقها لضمان تأييد الجاليات اليهودية فى أوروبـا وأمريكا الذين يسيطرون على عالم المال والأعمال ويتحكمون فـى وسـائـل الإعــلام الـدولـيـة .. وبعد الحرب وانتصار الحلفاء وهزيمة الألمــان والدولة العثمانية التى كانت تسيطر على فلسطين التى وضعت تحت الانتداب البريطانى طالب اليهود بتنفيذ الوعد وبدأت المأساة !! .
سـاعـدت بريطانيا الـيـهـود على الهجرة إلى أرض فلسطين .. وظلوا يــتــزايــدون خــاصــة بـعـد نشوب الحرب العالمية الثانية واضطهاد النازية لهم .. وبعد أن كان عددهم 48 ألفاً فى عام 1917 وصلوا إلى 650 ألفاً عندما أعلنوا قيام دولتهم فـى 15 مايو 1948 بعد أن ألغت بريطانيا الانـتـداب وتـركـت أهل فلسطين فريسة سهلة بلا سلاح .. وأُجـبـر الـعـرب على الـدخـول فى حرب ودولهم مستعمرة وهم غير مستعدين فكانت «النكبة» !! .
.. وحـتـى لا يتعجب البعض من مـواقـف الـــدول الغربية وأمريكا وتأييدها السافر لإسـرائـيـل فى حربها الحالية ضد الفلسطينيين .. فعليهم أن يـعـودوا للتاريخ .. وإذا كانت بريطانيا هى التى صنعتها.. فإن الولايات المتحدة كانت أول من يعترف بها بعد 5 دقائق من إعلان الدولة العبرية وتبعتها دول أوروبا التى وفــرت لها الحماية وتضمن تفوقها ليس على فلسطين فقط ولـكـن على كـل الــــدول العربية مجتمعة .. لذلك لا عجب .. ولكن علينا مواجهة الحقيقة وعـدم انتظار أن يقف هــؤلاء مـع الحق أو نطالبهم بالعدالة والإنسانية واحــتــرام حـقـوق الإنـــســـان .. فهم زرعوها ليفرقوا العرب ويتخلصوا من اليهود ويبعدونهم عن بلدانهم .. وكذلك ليحافظوا على مصالحهم فى المنطقة وينهبوا ثرواتها.. ولهذا فلـــن يهزهم أو يـؤثـر فى مشاعرهم آلاف الأطـفـال الذين تقتلهم قوات الاحتلال الإسرائيلى فى غزة كل يوم .. فلا تنتظروا منهم شيئاً ولا تراهنوا عليهم !! .
قبل أن نتحدث عـن مخططات «نتنياهو» التوسعية .. فهناك درس مهم من وعد بلفور لعلنا نستفيد منه .. وهو تأثير عائلة ثرية فى قـرارات دولة عظمى فقد استطاع «روتشيلد» وهو من أغنياء العالم أن يقنع بريطانيا التى كانت لا تغيب عنها الشمس أن تمنحه وعداً يعطيه لصديقه حاييم وايزمان وللصهاينة ليقيموا وطناً لهم .. وللأسف لدينا رجال أعمال وأثرياء و« مليارديرات » وعـائـلات كبيرة من المحيط إلى الخليج .. ماذا فعلوا لفلسطين ولباقى القضايا العربية ولبلدانهم ؟! .
نقترب من شهر كامل يتم خلاله ضــرب غــزة بوحشية فـى حرب إبادة ربما لم تعرفها البشرية منذ إبــادة الهنود الحمر « سكان أمريكا الأصليين ».. ومازالت الأمم المتحدة عــاجــزة عــن وقـــف إطـــلاق النار بسبب « الفيتو الأمريكى الغربي ».. وحتى بعد أن قامت الجمعية العامة بواجبها واتخذت قراراً بموافقة 120 دولة ضد 14 فإن أمريكا وحلفاءها يعادون العالم ويصرون على منح إسرائيل وجيش الاحتلال الضوء الأخضر للاستمرار فى هجومهم وغـزوهـم لغزة وتهجير أكثر من مليون فلسطينى مـن أراضيهم ومنازلهم بعد هدمها وتسويتها بالأرض ثم يصدعوننا بالعدالة وبحقوق الانسان !! .
بلفور بدأ المأساة بوعده .. وكل رؤساء أمريكا كانوا يزيدونها بانحيازهم للكيان الصهيونى حتى وصلنا إلى بـايـدن الذى زاد النار اشتعالاً بتأييدة السافر للعدوان وللصهيونية ولا يريد ان ينهى هذه المأساة .. والعالم يتفرج .. والمنظمات الدولية عاجزة ومكتوفة الأيدي .. كل ذلك يحدث .. وأهالى غزة محاصرون وزاد عدد الشهداء على 8 آلاف أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء .. ومازال العرب لم يتخذوا موقفاً موحداً .. وحتى مؤتمر قمتهم فانهم لم يتفقوا على عقده إلا مؤخراً ، وتحدد موعده يوم 11نوفمبر الجارى ليأتى متزامناً مع يوم عقد القمة العربية الأفريقية المقررة سلفاً " يعنى بالمرة " .. ، و سيكون قد مر أكثر من شهر على ذبح الفلسطينيين وربما تكون غزة قد انتهت وإسرائيل قد حققت أهدافها وأعداد الشهداء تضاعفت.. والسؤال المهم : بعد ان يجتمعوا ماذا سيتخذون من قرارات ؟! .
الموقف القوى الوحيد الذى اتخذه العرب بدأته مـصـر بـإعـلانـهـا رفـــض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم حتى لا يتم القضاء على القضية .. وقد أيدتها كل الدول العربية والفصائل الفلسطينية .. وربـمـا كــان هذا هو الموقف الموحد للأمة منذ سنوات .. والأهم كان سعى القاهرة الدائم لاستمرار دخـــول المـسـاعـدات لأهلنا فى غـزة .. ومطلوب من الدول العربية مساعدتها فى مساعيها والضغط بكل قـوة سياسياً واقتصاديا لتوصيل هذه المساعدات وضمان ادخال المياه والطعام والوقود والدواء وحث الأمم المتحدة وكافة دول العالم على مساندة هذا الطلب الإنساني .. صحيح أن النظام العالمى الحالى أثبت فشله ولابد من تغييره .. ولكن على الأقـل لا يجب أن نسمح بإهدار آدمية البشر وإبادتهم إلـى أن نصل إلـى نظام دولــى جــديــد !! .
*******
القمة و « الطوفان العربي » !!
•• لا يمكن أن تؤيد أمريكا والغرب إسرائيل وتحميها بكل السبل وتعطيها المال والسلاح والمساندة الدبلوماسية .. ونترك الفلسطينيين وحدهم .. لذلك لابــد أن يتفق الـعـرب فى قمتهم القادمة بالرياض على مواقف موحدة وعلى استراتيجية لحل القضية الفلسطينية وفق خطة طريق بتوقيتات وبخطوات محددة .. باسـتـخـدام كافة الـوسـائـل المتاحة لحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة وعودة المهجرين والنازحين الى ديارهم وإقامة دولتهم والتأكيد على حقهم فى مقاومة الاحتلال وأن هذا ليس إرهاباً وإنما دفاع مشروع عن النفس وعـن الأرض والـوطـن .. والأهم وقـف كل أشكال التعامل والتطبيع مع حكومة نتنياهو الصهيونية المتطرفة .. فاذا كانت بوليفيا وهى دولة فى أمريكا اللاتينية قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل .. فهل يكون العرب أقل منها ؟! .
نريد من القمة العربية الخروج بقرارات قوية مثلما جاءت بيانات الأزهـــر الأخـيـرة التى حيا فيها نضال الشعب الفلسطيني وعملية " طوفان الأقصى " وأعلن ضرورة التضامن مع أهل غزة .. وأكد أن الاحتلال الإسرائيلى وصمة عار على الإنسانية وأن الدولة العبرية هى أصل كل الشرور وان التاريخ لن يرحم المتقاعسين .. وعن التصعيد فى غزة أوضـح بيان للأزهر أنه انتهاك واضح لكل المواثيق والأعراف الإنسانية .. وأن الأزهر يشجع كل أحرار العالم الذين لم يلتزموا الصمت وخرجوا لإدانــة المجازر الوحشية وطالبوا بـوقـف الـــعـــدوان .. وإنـــه إذا كانت إسرائيل قـد قامت بوعد بلفور فستنتهى بوعد الله .. وأشاد بالموقف الشجاع لأمـين عـام الأمـم المتحدة الـذى دعا إلى وقف العدوان على الضعفاء والمستضعفين فى غزة .
.. وإذا كان قادة أمريكا وأوروبا الغربية قد ابتعدوا عن الموضوعية والعدالة وأيدوا العدوان .. فإن ما يثلج الصدور هو موقف الشعوب والنخب فى تلك الدول وفى العالم.. حيث رأينا عدة دبلوماسيين فى الخارجية الأمريكية يـقـدمـون استقالاتهم احتجاجاً على مـذابـح غـــزة .. وآخــــرون فى برلمانات فرنسا وبريطانيا وايرلندا يطالبون بالعدالة وبمساندة الشعب الفلسطينى .. بخلاف المظاهرات الـتـى تـخـرج يومياً فــى عواصم الـعـالـم .. والأهـــم أن الله سبحانه وتعالى يُخرج من بين « المحن » التى يتعرض لها البشر الكثير من الخير ومن « المنح » فالحرب فى غزة وتوابع « طــوفــان الأقــصــي » جـعـل هناك شبه اتفاق دولى على أهمية إقامة الدولة الفلسطينية بما فى ذلك الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية والصين وروسيا وكل دول العالم !! .
أصبح معلوماً للجميع أن «نتنياهو» هو الـذى لا يريد وقـف الاعتداء على غـــزة .. ولا يريد السير فى طريق السلام .. كل ما يريده النجاة بنفسه والبقاء فى الحكم حتى لا يحاكمونه لذلك يريد بأى طريقة الإفــراج عن الأســرى لدى حماس دون أن يقدم أى مقابل أو تنازلات ومـع ذلـك رفـض استلام رهينتين إلا" بالعافية " .. وقد فضحت احداهما كـذب دعايته عن معاملة أفراد كتائب القسام وأشادت بهم أمام العالم !! .
ليس «نتنياهو» فقط الذى لا يريد السلام ولكن معظم الإسرائيليين مثله .. وإذا كان 2 نوفمبر يحمل لهم ذكـرى وعد بلفور.. فإن 4 نوفمبر يذكرهم برفضهم للسلام حيث قتل أحدهم فى هذا اليوم من عام 1995 «اسحق رابين» رئيس وزرائهم الذى وقع اتفاقية أوسلو مع الزعيم الراحل ياسرعرفات .. وكان قريباً من توقيع اتفاقية سلام أخرى مع الأردن وربما سوريا.. ولكنهم قتلوه واستمروا فى إشعال الحروب !! .
لن تستطيع إسرائيل القضاء على المـقـاومـة الفلسطينية طالما ظل احتلالها لـلأراضـى التى استولت عليها بالقوة وبالاغتصاب والعدوان قـائـمـاً.. وعـلـى الفلسطينيين أن يتوحدوا والعمل معاً يداً بيد.. دون تخوين لأحــد .. فالجميع هدفهم واحـد هو تحرير الأراضــى المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس لذلك يـجـب تنحية الـخـلافـات جانباً وتغليب مصلحة الشعب .. والتعلم من التجارب ومن التاريخ وتوزيع الأدوار بين قيادات الفصائل بعد ان يتم تجميعهم على اختلافهم تحت مظلة واحدة بـجـنـاحـين احـدهـمـا دبـلـومـاسـى وآخر للمقاومة .. ولا يهم المسميات فجميعهم فلسطينيون يرفرف من فوقهم علم فلسطين ويرتدون «الـكـوفـيـة» ورفــقــاء نـضـال حتى النصر!! .
يعلم «نتنياهو» أن إطالة أمد الحرب ليس فى مصلحة إسرائيل خاصة ان الرأى العام العالمى ينقلب ضدها مـع كـل جريمة قصف وحشية لغزة بعد أن كـان مؤيداً لها فى البداية على طول الخط .. وهو يخشى الاجتياح البرى الذى ظل يؤجله لأن خسائره فـادحـة.. وهـو فى قــرارة نفسه لا يريده ولكن قادة الجيش يصرون عليه ولذلك يحاول أن يناور ويستفيد من التهديد بالغزو البرى لاستغلاله فى الإفراج عن الأســرى والرهائن بمساعدة الاستخبارات الأمريكية وغيرها لتحديد أماكنهم وتحريرهم ليحقق مكسباً مهماً أمــام المـواطـنـين .. كما يهدف من الغزو أو التهديد به أن يكون ورقة سياسية عندما يتعرض لضغط تـوقـف الـحـرب أوهدنة إنسانية فيظهر أمام العالم أنه أجل الغزو البري نزولاً على الاجماع الدولى لاسباب انسانية .. أما هدفه الأكبر هو إخـلاء غـزة لاحتلالها والسيطرة عليها وعلى مينائها لأن التقارير الإسرائيلية تؤكد أن هذا سيكون أول خطوة فى طريق بناء القناة التى يريد أن تكون بديلة لقناة السويس .. وهو واهم !! .
فى حرب تقترب من الشهر.. فإن المعارك تـدور سجالاً وبين كر وفر بـــين جـيـش الاحـــتـــلال المـدجـج بالسلاح ومقاتلى حماس بأسلحة صناعة محلية .. ولا تخشى المقاومة فى غزة من الاجتياح البرى إلا إذا كانت إسرائيل قد استطاعت تحديد أماكن بعض الأسري .. فهذا هو الملف المـهـم الآن لــدى حـمـاس وكتائب القسام فنجاحهم فى الابقاء على أسراهم سيتيح لهم أوراقـــاً مهمة فى التفاوض للإفراج عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين فى سجون الاحتلال وفى التوصل الى هدنة .. اما الخطر الحقيقى فيأتى من المستوطنين المتعصبين الذين يـقـومـون بعملياتهم الإرهـابـيـة ويقتلون الفلسطينيين بمساندة جنود الاحتلال .
على العرب ان يتخذوا قرارات تتناسب مع حجم المخاطر التى تتعرض لها الأمة وغزة والقضية الفلسطينية وتكون على مستوى طموح ومشاعر الشعوب من المحيط الى الخليج.. وعلى الفلسطينيين ان ينبذوا خلافاتهم ويوحدوا كلمتهم فهذا وقت التضامن وليس التخوين .. وعلى «نتنياهو» وقادة إسرائيل العودة للصواب .. وليستمعوا إلـى أصـوات شعوب العالم التى خرجت فى كل العواصم تطالبهم بوقف العدوان فوراً والسير فى طريق السلام .. فهوطريق نجاتهم الوحيد حتى يأذن الله .. واذا لم يجنحوا للسلم فليحذروا " الطوفان العربى " !! .
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية