تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

معركة الوعى سبيلنا

أظن أن ما يحدث حولنا من مآس واقتتال أبناء الوطن الواحد، كما نرى فى سوريا الآن، هو هدف الأعداء كما يسجل لنا التاريخ، حيث لجأت بريطانيا إبان احتلالها لوطننا إلى سلاح الفتنة الطائفية..

ويحق لنا أن نتساءل..

هل كان مسلمو مصر فى الأربعينيات يشكلون الأغلبية أم أنهم كانوا من كفار قريش وحرصت بريطانيا على دخولهم الدين الحنيف فاختلقت بدهاء مقيت جماعة الإخوان المسلمين!!

وأول ما يسترعى الانتباه هنا، أن هؤلاء هم من يستحقون صفة الإسلام وكان ذلك بداية محاولات التفتيت، ليس بين المصريين المسلمين، بل أساسا بينهم وبين المواطنين المسيحيين واليهود.. وتؤكد حادثة الطفل ياسين أن استغلال العقيدة الدينية بطريقة خبيثة هى محاولة للتدمير، إن الأعداء لم يكفوا عن استغلال المعتقد الدينى لتخريب الأوطان خاصة وطننا الغالى الذى يعرف ويقر الجميع بأنه رمانة الميزان.. ومعظمنا يعرف ان استخدام التنوع الدينى فى مصر كان سلاح الأعداء على مر السنين وقد فشل فشلا ذريعا لأن المصريين، ليسوا، عنصرى الأمة، بل نحن عنصر واحد بكل تأكيد، فكما سألت سابقا، هل جاء عمرو بن العاص بشعب من الخارج، أم أن أبناء مصر من المسيحيين واليهود وغيرهم، هم الذين اعتنق معظمهم الإسلام؟

ومن هنا كان اليقين بأننا نفس الجينات بحيث إذا أخذنا مواطنين من كل محافظة، أحدهما مسلم والثانى مسيحى، وطلبنا من اكبر عالم أجناس تحديد من فيهما المسلم ومن المسيحي، فلن ينجح، لأننا نفس الجينات ومن ثم نفس العنصر.. وطرحت سؤالا آخر لم يستطع دعاة الفتنة الإجابة عليه، هل يطلب العدو الصهيونى إبان غاراته الوحشية المجنونة ضدنا، أن يقف المسلمون فى جانب والمسيحيون فى جانب آخر، قبل القصف؟

إذن علينا أن نعترف بأن مسألة اختلاف العقيدة الدينية لا يلجأ إليها إلا أهل الشر، فهل، مثلا، سجلت سوابق التحرش الجنسي، او التعدى الجنسى أنها جميعها تتم بين مواطنين مختلفى الديانة، أم ان فى معظم الأحيان تقع بين طرفين من ذات العقيدة الدينية؟.

 

إن محاولات الفتنة الطائفية، التى هى أمل آهل الشر وأعداء الوطن لا تزال هى الوسيلة الأولى لهم ومن ثم كانت معركة الوعى هى أمضى سلاح فى مواجهتهم.. فنحن لم نعرف التحيز الطائفى فى مواجهة معاركنا الكبري، والأمثلة لا حصر لها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، هل اقتصرت معركتنا ضد الاحتلال البريطانى فى الإسماعيلية على فئة من جنودنا البواسل دون أخري، وهل كان ضحايا العدوان الثلاثى من شريحة مصرية معينة؟ وهل كانت جنازة الشهيد عبد المنعم رياض أو جنازة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر بملايينها، لاتضم ملايين المواطنين، وأكرر، المواطنين، اى أبناء المحروسة، من يدخل منهم المسجد أو الكنيسة لأداء صلاته..

ان ما يدمى القلب ان يتطوع مواطنون لخدمة الأعداء باسم الدين، وإشعال الفتن بحجة الدفاع عن الدين، فنجد اليوم، إسرائيل «تدافع» فى سوريا عن الدروز «المضطهدين؟ إن من يستخدمون العقائد الدينية لإشعال الفتن، بعيدون عن صحيح الدين، وعلينا ترسيخ مبدأ المواطنة التى هى أفضل سلاح فى مواجهة الإرهاب باسم الدين والا نتراجع عن مواجهة العملاء، بأن تاريخنا شاهد على اختلاط الدماء الوطنية، لمسلم أو لمسيحي، الهلال مع الصليب .. وتحيا مصر. مثال على وحدتها الأصيلة الشامخة وقيادتها النبيلة التى لا تفرق بين أبناء الوطن الواحد.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية