تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في خطبة الوداع
من وصايا خطبة عرفة في حجة الوداع، أو خطبة الوداع كما اصطلح على تسميتها كثير من الناس قوله صلى الله عليه وسلم" فليبلغ الشاهد منكم الغائب " وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يذكرنا بمهمة الأمة الإسلامية التي كلفها الله بها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ألا وهي مهمة التبليغ فنحن أمة بلاغ للناس بما أنار الله به قلوبنا " كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ.."فخيرية هذه الأمة مشروطة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والايمان بالله كذلك مسئوليتها محددة في هذه المحددات الثلاثة.
لذا كانت السنة النبوية مباشرة في إعلان مسئولية التبليغ فيما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه : نضَّر الله امرءًا سمِع مقالَتي فوعاها وحفِظها وبلَّغها فرُبَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه، ثلاثٌ لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلمٍ : إخلاصُ العملِ للهِ ومناصحةُ أئمةِ المسلمينَ ولزومُ جماعتِهم فإنَّ الدعوةَ تحيطُ من ورائِهم "
وقد بدت مسئولية التبليغ والحرص علية في هيئة خطبة الوداع نفسها حيث حرص الرسول صلوات الله وسلامه عليه أن يسمع نص خطبته إلى كل الحضور فأمر قائد ناقته أن يكرر ما قال بصوت عال حتى يسمع الجمع الغفير ،وكلما انتهي الرسول من وصية له ،قال :اللهم هل بلغت. قالوا: اللهم نعم، فيقول: اللهم فاشهد.
إذن تبليغ العلم أو المعرفة أو الخبرة خلق إسلامي ومسئولية على من يعلم ويعرف إلى من لا يعرف ويعلم، لذا قالوا:" زكاة العلم مدارسته للناس" .
ولا يقف الأمر عند العلماء الكبار وإنما على كل من علم علما ووعاه وحفظه أن يبلغه كما جاء في الحديث النبوي بل أن قوله صلى الله عليه وسلم " رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه" معناه أنه قد يحمل شخص بسيط معلومة صحيحة ومهمة إلى عالم كبير ليس لديه هذه المعلومة .
إذن فالمجتمع الاسلامي يتحمل كل فرد فيه مسئولية تجاه أخيه وتجاه المجتمع فيه حتى تختفي منه فكرة الأنا وعبادة الذات، وما يقوله البعض:" أنا ومن بعدي الطوفان" فمن كان لديه علم ينفع به غيره والمجتمع عليه أن يقدمه إلى من يستحقه وهو يشعر بمسئوليته تجاهه ويقدمه بأدب الذي يؤدي فريضة عليه وليس بمنه عليه ومن رأى في أخيه ريبة ينصحه بأدب الناصح المسلم إلذي عافاه الله بفضله وليس بذكاء يمتلكه ،أي يقدمه بتواضع وبشفقة على أخيه ولا شك أن قوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه سيدنا سعيد الخدري يقصد ذلك :"من كان معه فضل ظهر فليَعُدْ به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له، فذكر من أصناف المال ما ذكر، حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل" رواه مسلم.
هذا السلوك يحقق للمجتمع المسلم ما وصفه الله به في قوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه سيدنا النعمان بن بشير رضي الله عنه:" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
فهذا الحديث يمثل مقياسًا لدرجة الإيمان العملي في المجتمعات فكلما كان هذا الجسد المسلم يشعر بعضه ببعض كلما كانت درجة الإيمان عاليه وكلما قل هذا الشعور كلما كانت حالة الإيمان في حاجة إلى تقوية، فالإيمان ينقص ويزيد ،كما أخبرنا رسولنا صلوات الله وسلامه عليه.
وكل عام والأمة الإسلامية بخير.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية