تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > فتحي محمود > حتى لا ننسى .. محاولات أخونة الثقافة

حتى لا ننسى .. محاولات أخونة الثقافة

توثيق الأحداث التاريخية هو السبيل الوحيد لحفظها للأجيال المقبلة لاستلهام الدروس والعبر منها، وتكتسب عملية توثيق أحداث خلال فترة حكم جماعة الإخوان الارهابية أهمية خاصة، حتى لا ننسى الكوارث التى وقعت خلال تلك الفترة، ومنها محاولات أخونة الثقافة المصرية، والدور الكبير الذى لعبته حركة المثقفين والفنانين ضد وزير ثقافة الإخوان،

ومجابهة محاولة طمس الهوية المصرية ودفاعهم المستميت عن قوة مصر الناعمة، الذى أدى لاعتصامهم داخل مبنى وزارة الثقافة، وهو الاعتصام الذى كان من أولى شرارات ثورة 30 يونيو.

 

جدير بالذكر أنه بعد سيطرة الإخوان على مجلس الشعب عقد المثقفون المؤتمر الأول لجبهة الإبداع يوم 14 يناير 2013 وحضره أكثر من 4 آلاف من الكتاب والصحفيين والفنانين والمثقفين، وتم تشكيل جبهة الإبداع المصرى، وألقى الفنان محمود ياسين البيان الأول للجبهة الذى أكد حق المبدع فى حرية إبداعه، وبعدها فى شهر مايو فوجئ الوسط الثقافى المصرى بتعيين وزير جديد للثقافة هو الدكتور علاء عبدالعزيز، 

لم يكن أحد يعرف هذا الرجل فلا اسم له على المستوى العام ولا نشاط يذكر سوى عضوية حملة محمد مرسى الرئاسية، وبالبحث تبين انه كان يعمل فى المعهد العالى للسينما، ودخل فى صدام مع رئيسها الدكتور سامح مهران، وأحيل الى النيابة الإدارية للتحقيق معه، ولكنه بدلا من ان يذهب الى النيابة للتحقيق معه ذهب إلى القصر الجمهورى لأداء اليمين امام مرسي.

وعقب تعيينه مباشرة أطلق وزير الثقافة الاخوانى عدة تصريحات تكشف أنه جاء للانتقام ولتصفية حساباته الشخصية، والأهم هو محاولة أخونة أجهزة وزارة الثقافة لتغيير الهوية المصرية، ليبدأ فصل مهم من تاريخ كفاح الشعب المصرى حفاظا على هويته،

وقد نجح المخرج المسرحى الكبير عصام السيد فى توثيق ملحمة المبدعين المصريين فى مواجهة محاولات أخونة الثقافة المصرية، من خلال كتابه الذى صدر حديثا عن دار سما للنشر(اعتصام المثقفين .. الطريق إلى 30 يونيو) ، ورغم مشاركة عصام السيد فى تلك الملحمة منذ اللحظة الأولى ومعرفته بالأطراف الفاعلة فيها، إلا أنه حرص على توثيق الأحداث من خلال الوثائق ومتابعات الصحف والمواقع فى ذلك الوقت، توخيا لأقصى درجات الموضوعية.    

 بعد تعيين وزير إخوانى للثقافة، وعلى صفحات التواصل الاجتماعى وفى فضاءات المواقع الصحفية تطورت الأمور بسرعة.. وبدأت التحركات بين كل المعنيين بالثقافة المصرية، واجتمع بعض كبار المسئولين بوزارة الثقافة فى كافيه بالشيخ زايد بحضور المخرج المسرحى عصام السيد والمخرج السينمائى حامد سعيد، واتفق الجميع على أن من واجبهم مقاومة أى محاولة لأخونة الوزارة، خاصة أن وزارة الثقافة هى الحصن الأخير للحفاظ على الهوية المصرية وإذا سقطت فى يد الإخوان فسوف يتم محو تلك الهوية.

ثم عقد المكتب التنفيذى لجبهة الإبداع المصرى اجتماعا فى مكتب المنتج هشام سليمان بالمهندسين، حضره أمينها العام د.محمد العدل ومنسقها الكاتب عبدالجليل الشرنوبى والمخرج عصام السيد ونقيب السينمائيين مسعد فودة والكاتبة فتحية العسال والمخرج ناصر عبدالمنعم والفنانة مها عفت وغيرهم، وتم الاتفاق على التنسيق مع باقى الجهات المقاومة للأخونة لمواجهة محاولة التلاعب بالهوية المصرية.

وتسارعت الأحداث حيث بادر الوزير الإخوانى بإنهاء انتداب الدكتور أحمد مجاهد كرئيس للهيئة العامة للكتاب، وأصدر عدد من المثقفين على رأسهم الشاعر سيد حجاب بيانا طالبوا فيه بإقالة الوزير لأنه (وزير الاخوان الجديد الذى أتى لأخونة الثقافة المصرية، وإقصاء أبناء الجماعة الثقافية الوطنية)،

وسارع بعض الفنانين إلى مركز الهناجر للفنون لتنظيم وقفة احتجاجية ضد الوزير الذى كان من المقرر أن يفتتح معرضا للفن التشكيلى بالمركز، لكن الوزير علم بما يحدث فلم يذهب ولم يفتتح المعرض، وهنا أدرك الفنانون أهمية الوجود فى كل الفعاليات التى يحضرها الوزير لمطاردته والاحتجاج ضد سياساته .. والغريب أنه فى مساء اليوم نفسه تعرف أحد المثقفين على الوزير خلال وجوده بمطعم شهير بوسط البلد، وعلى الفور اتهمه بصوت عال بتنفيذ اجندات الاخوان، وعندما انتبه باقى رواد المطعم شاركوا المثقف الهجوم على الإخوان ووزيرهم ثم تطور الأمر وهتفوا بسقوط حكم المرشد  .. وحاولت إدارة المطعم إخراج الوزير بسرعة الى سيارته، لكن المواطنين قذفوا السيارة بالبيض.

وفى مواجهة محاولات الأخونة بدأت جبهة الإبداع فى تصعيد نشاطها، وأعلنت عن تدشين حملة بعنوان (مصر مصرية)، ودعت جموع المثقفين فى القاهرة والأقاليم  الى مسيرة من مركز الهناجر بدار الأوبرا إلى مبنى وزارة الثقافة يوم 14 مايو 2013، وفى يوم المسيرة تجمع المثقفون والفنانون فى ساحة الأوبرا أمام الهناجر مرددين الهتافات ضد الوزير الإخوانى وانتهزت حملة تمرد الفرصة لتوزيع استمارات الحملة على الموجودين الذين وقعوا عليها معلنين رفضهم لخطط أخونة الثقافة المصرية وانطلقوا فى مسيرة حاشدة إلى مبنى وزارة الثقافة.

واستمر تصعيد المثقفين والفنانين حيث رفضوا حضور الوزير الإخوانى المؤتمر القومى للمسرح يوم 27 مايو،  وبينما حاول الوزير تسكين بعض الموظفين التابعين له فى مواقع قيادية قدم د. سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة استقالته،  بينما بدأ الفنانون والمثقفون فى سرية استعدادات للاعتصام بمكتب الوزير يوم الخامس من يونيو 2013 مع خطة خداع لصرف الانتباه عن نية الاعتصام بمكتب الوزير من خلال الدعوة إلى مؤتمرات متفرقة فى عدة أماكن ، وهكذا بدأ اعتصام المثقفين الشهير فى مبنى وزارة الثقافة الذى كان أولى شرارات ثورة 30 يونيو، حيث خرج المبدعون منه إلى ميدان التحرير لمشاركة الشعب ثورته العظيمة.

إن معظم هذه الوقائع معلنة ونشرت فى حينه بوسائل الإعلام المختلفة، لكن عملية توثيقها فى كتاب واحد وتذكير الرأى العام بها، هو عمل مهم للغاية حتى لا ننسى.  

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية