تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > فتحي محمود > «القاهرة الإخبارية» .. لماذا؟

«القاهرة الإخبارية» .. لماذا؟

أدت التطورات التكنولوجية الهائلة وانتشار الأقمار الصناعية واستخدام التكنولوجيا الرقمية والمنافسة الشديدة بين دول العالم فى الوجود الإعلامى على الساحة الدولية ومحاولات التأثير فى الرأى العام العالمى، إلى بروز فكرة القنوات التليفزيونية الإخبارية على المستويين الإقليمى والدولى بهدف التحكم فى اتجاهات القطاعات المستهدفة من الرأى العام.

وكانت البداية بوجود قنوات أجنبية موجهة للشرق الأوسط مثل BBC وCNN، ثم أدت الأزمات والأحداث المتسارعة التى شهدتها المنطقة العربية منذ الغزو العراقى للكويت وما تبعها من تطورات إلى تزايد الوعى بأهمية الوظيفة الإخبارية للتليفزيون، وبدأت الفضائيات الإخبارية العربية فى الظهور فى جذب أنظار واهتمام الرأى العام بزيادة مساحة التعددية والرأى والطرح المتنوع للقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومواجهة المنافسة التى فرضتها القنوات الأجنبية، والتعبير عن توجهات وآراء ووجهات نظر متباينة. وأصبح الوطن العربى مجالا مفتوحا لاستقبال عديد من القنوات الفضائية الدولية الحكومية وغير الحكومية التى تعبر فى النهاية عن توجهات تتعلق والأجندات الخاصة بأصحابها، مما شجع على ظهور قنوات عربية مماثلة وحدوث تغيرات جوهرية فى دور الإعلام الذى أصبح يعبر بشكل أكثر وضوحا عن مشروعات سياسية لمموليه، بغض النظر عن مدى تعارض ذلك مع مقتضيات الأمن القومى فى بعض الأحيان.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن مصر كان لها الدور الريادى فى الإعلام الإقليمى منذ إنشاء إذاعة صوت العرب فى الرابع من يوليو 1953 التى اكتسبت شهرة ضخمة فى كل الدول العربية، ثم إنشاء الإذاعات الموجهة التى ضمت 17 إذاعة تبث بـ 23 لغة، وصولا إلى التليفزيون العربى الذى بدأ البث عام 1960 وانتشر إنتاجه الدرامى والبرامجى فى كل التليفزيونات العربية التى ظهرت بعد ذلك، وحملت كلها بصمة ماسبيرو بشكل من الاشكال، ليصبح هذا الإعلام هو رأس الحربة فى قوة مصر الناعمة. لكن مع ثورة 25 يناير وما تلاها من تطورات متلاحقة برز دور بعض الفضائيات الإخبارية غير المصرية فى محاولات التأثير فى الرأى العام المصرى واتجاهاته، وهو أمر كان له خطورة كبيرة وحاولت جماعة الإخوان الإرهابية استغلاله لصالحها فى محاولة السيطرة على الشارع المصرى، وعندما طاردتها الملايين فى ثورة 30 يونيو حاولت أيضا استخدام هذه الفضائيات فى تأليب الرأى العام الخارجى على إرادة الشعب المصرى وتشويه ثورة الشعب المصرى ضد حكم أهل الشر. لذلك كان هناك اهتمام كبير خلال السنوات الأخيرة بإعادة تنظيم الإعلام والقنوات التليفزيونية لتعبر عن الدولة المصرية الجديدة، وفى هذا السياق كانت المطالبة دائما بضرورة وجود قناة إخبارية إقليمية كبيرة تعكس حقيقة الأوضاع فى مصر لدى الرأى العام العربى والعالمى، وتقدم متابعة دقيقة لتطورات الأحداث فى الخارج للرأى العام المصرى، وهو أمر تأخر كثيرا حتى جاءت قناة القاهرة الإخبارية كواحدة من أهم القنوات الجديدة التى يبثها قطاع أخبار المتحدة، ويضم 4 قنوات هى القاهرة الإخبارية، وإكسترا الحدث، وإكسترا نيوز، بالإضافة لقناة إخبارية عالمية لتصبح هى صوت مصر للعالم.

وتأتى القناة كواحدة من القنوات الإخبارية التى طالب بها المواطن المصرى، وتمنى وجودها القوى ضمن شاشات الإعلام المصرى، وهو ما استجابت له المتحدة للخدمات الإعلامية، التى قامت بتأسيس «قطاع أخبار المتحدة» ويعد أحد أكبر القطاعات الإخبارية فى الشرق الأوسط. ولعل ما يجعلنا نتفاءل بقناة القاهرة الإخبارية، أنها ــ حسب تصريحات المسئولين عنها - اعتمدت بتوسع على كوادر ماسبيرو، لأنه مدرسة مصر فى الأخبار، وبالتالى المدرسة الأصيلة التى يتم البناء عليها، وهناك استعانة بمذيعين من دول أخرى شقيقة، ولكن بنسبة لا تتجاوز ١٠٪، لأن مصر لديها فائض كوادر، ولم تواجه القناة أى عجز فى الكوادر والكل يعمل وفق مدرسة الأخبار المصرية.

والحقيقة أن مصر تمتلك ثروة بشرية هائلة من الكوادر الإعلامية فى كافة التخصصات، وهى الكوادر التى ساهمت فى تأسيس كثير من القنوات العربية ولا تزال تشارك فى إداراتها حتى الآن، والمؤسسات الإعلامية المصرية العامة والخاصة، وكذلك المؤسسات الصحفية لديها كثير من الكوادر المتخصصة التى يمكنها القيام بدور قوى فى الفضائيات الجديدة. وإذا كانت القنوات الوليدة قد توافرت لها إمكانيات كبيرة تمكنها من القيام بدورها المتوقع فى ظل منافسة قوية مع قنوات إقليمية ودولية أخرى، فإن التقدم التكنولوجى الضخم الآن يسهل كثيرا، من العمليات التقنية التى تحتاجها القنوات الكبرى مثل البث المباشر عبر تطبيقات الانترنت، وسهولة التواصل مع المراسلين والضيوف فى كل مكان حول العالم. كما أن المدرسة الإخبارية المصرية تتسم معالجاتها الإعلامية للقضايا الإقليمية المختلفة بالتوازن والموضوعية، وتراعى دائما متطلبات الأمن القومى العربى دون التحول إلى طرف مباشر فى أى أزمة لحساب طرف دون آخر، وهى ميزة مهمة تجعل للإعلام المصرى مصداقية كبيرة لدى الرأى العام المحلى والعربى. لاشك اننا امام نقلة نوعية مهمة للإعلام المصرى نترقب نتائجها باهتمام كبير ونتفاءل بها، خاصة مع تطور أداء الشركة المتحدة بشكل متميز، سواء على صعيد الدور الإرشادى للرأى العام من خلال حملات التوعية المختلفة مثل حملة التوعية بمخاطر تعاطى المخدرات، حملة أخلاقنا الجميلة، التى تستهدف تأكيد الأخلاق التى تربينا عليها، وتأمر بها جميع الأديان السماوية، أو على صعيد التنوع الكبير كما وكيفا فى الإنتاج الدرامى بالتعاون مع الشركات الأخرى والذى ظهر بشكل واضح فى موسم رمضان الماضى وكذلك فى الموسم الشتوى الذى بدأ خلال الشهر الحالى، مما أعاد للدراما المصرية وجودها القوى والمؤثر لتستعيد الريادة العربية التاريخية فى هذا المجال المهم الذى يعد عصب القوة الناعمة، ومازلنا ننتظر المزيد والمزيد خاصة ونحن نمتلك كل عناصر تلك القوة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية