فور أن بدأت القناة الأولى بالتليفزيون المصرى فى عرض مسلسل «أم كلثوم» للمخرجة القديرة إنعام محمد على, ولا حديث إلا عن روعة العمل وخلوده لما يزيد على ربع قرن، واستعاد معه المشاهدون ذكريات الحفاوة الكبيرة التى استقبله بها العالم العربى كله كرائعة درامية قدمت سيرة كوكب الشرق بشكل يجمع بين القيم والمبادئ والوطنية, فجاء قرار إعادة عرضه بعد 27 عاما ليمنحه عمرًا فوق عمره, وهو ما اعتبرته مخرجته تكريما جديدا وعبرت عن سعادتها بالاتصالات الكثيرة التى تتلقاها حاليا للتهنئة بعرضه وكأنه يعرض للمرة الأولى, وهو ما يجدد فرحتها الكبيرة بمشروعها التوثيقى المتكامل الذى لم يأت ولن يأتى ما ينافسه سواء فى الكتابة التى تفرد بها الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن أو التمثيل الصادق للموهوبة بحق الرائعة «صابرين», وكل أبطال العمل الخالد وعناصره الفنية, وتقديمه لقصة حياة «كوكب الشرق» بطريقة عميقة ومؤثرة تتسم بالدقة والاحتراف والصدق.

وفى رأيى أن هذا الصدق هو أحد أسباب خلود العمل, وأتذكر أننى حين سألت المخرجة القديرة والصديقة الغالية إنعام محمد على منذ فترة طويلة عن سر نجاحه الكبير, فقالت «عشان الناس صدقته» وبالطبع أيضا فإن رؤيتها واختياراتها الصائبة جعلت منه تجربة فريدة، تستحق أن تُشاهَد مرارًا وتكرارًا.

كل أعمال إنعام محمد على روائع تؤكد أنها مخرجة من طراز نادر بل أيقونة للإخراج التليفزيونى فى مصر والعالم العربى, استطاعت بضميرها الحى ووطنيتها وشغفها أن تصنع حالة من النجاح لن تتكرر، وتتسق مع شخصيتها الإنسانية النادرة أيضا.

وستبقى «أم كلثوم» خالدة فى ذاكرة الأجيال، ويبقى مسلسلها شاهدًا على عبقرية إنعام محمد على وقدرتها على تقديم أعمال تلامس القلوب والعقول وتُعيد تأصيل صور الرموز فى الأذهان بصدق ورؤية فنية حقيقية.

وتبقى إنعام محمد على شخصية لها مكانة راسخة فى عالم الإخراج التليفزيونى نفتخر بها جميعا.