عشرون عاما مرت على جريمة أمريكا فى العراق وهى من جرائم الحروب التى لا تسقط بالتقادم خاصة أن آثار الجريمة مازالت حديث العالم وأن بطلها مازال حيا يرزق وأن محاكمة بوش أمام القضاء الدولى قد تأخرت كثيرا .. فقد سقطت كل مبررات الغزو الأمريكى فلم تكتشف أمريكا أسلحة الدمار الشامل التى غزت العراق بحثا عنها ولم تبرر أسباب إعدام الرئيس العراقى ولم تكشف حجم البترول التى سطت عليه ولم تحدد الأموال والمتاحف والقصور التى سرقها الجيش الأمريكى من كنوز العراق ولم تعلن أمريكا حجم الأموال التى نهبتها من خزائن العراق .. ورغم كل هذه الجرائم مازال الرئيس بوش يعيش آمنا ينعم بالأموال التى نهبها فى تجارة البترول وما حققه من مكاسب .. كان ينبغى محاكمة بوش أمام المحكمة الجنائية الدولية كمجرم حرب “ولكن رئيس أمريكا أكبر من الحساب” .. إن ما حدث فى العراق والخراب الذى لحق بواحدة من اغنى الدول العربية كان يتطلب محاكمة عاجلة لكل من شارك فى هذه الجريمة ابتداء بسرقة البترول وانتهاء بإعدام صدام.. إن مأساة العراق لم تكن مجرد جريمة ولكنها كانت جريمة تاريخية سوف تذكرها الأجيال القادمة عن دولة عربية كبرى كانت يوما من أهم حصون هذه الأمة وكانت الأغنى والأقوى وكانت من معاقل التاريخ العربى الإسلامى وأن التاريخ لن ينسى هذه الجريمة بعد آلاف السنين .. عشرون عاما مرت على احتلال أمريكا للعراق ومازال العراق يلملم جراحه ويصلح ما تعرض له من الموت والدمار ومازلت اعتقد أن الجريمة لم تسقط فما زال بوش حيا يرزق ويظهر فى كل المناسبات الكبرى فى دهاليز سلطة القرار بل إن أحد أبنائه يريد أن يترشح رئيسا لأمريكا .. أليس من حق الشعب العراقى أن يطالب بمحاكمة الرئيس بوش على جرائمه، أليس من حق أسرة الرئيس صدام حسين أن تطالب بالثأر ممن أعدمه أليس من حق الشعب العراقى أن يطالب بحقوق الشهداء والضحايا وأن تعيد أمريكا ما نهبته من الأموال؟!.