من أجمل المناسبات الثقافية فى مصر معرض الكتاب وقد تنقل بين أماكن كثيرة ابتداء بهيئة المعارض فى الجزيرة قبل أن تقام دار الأوبرا الجديدة ثم انتقل إلى مدينة نصر وشغل فيها أكثر من مكان .. ومعرض الكتاب يعتبر أقدم المعارض فى العالم العربى بل إنه من المعارض المحسوبة عالميا ..
وقد شهدت عواصم عربية سلسلة من المعارض فى السنوات الأخيرة منها معارض الرياض والشارقة وأبوظبى وعمان والبحرين وقد حققت بعض هذه المعارض سمعة دولية مثل معرض الشارقة الذى يحتل الآن مكانة متقدمة فى ترتيب المعارض الدولية ..

ورغم الأزمات التى تعانى منها دور النشر المصرية فى السنوات الأخيرة فمازال معرض الكتاب يحتل مكانة بارزة إلا أن دور النشر المصرية تحتاج دعما من الدولة لأن بعضها مهدد بالإغلاق أمام ظروف مادية صعبة ..

وكانت دور النشر المصرية تتمتع بمكانة خاصة فى سوق الكتاب وكان الكتاب العرب يتجهون إليها لأنها الأفضل والأكثر انتشارا ولن ننسى دور الأهرام والهلال ودار المعارف والشروق وروزاليوسف وأخبار اليوم وهيئة الكتاب والدار اللبنانية والمكتب المصرى الحديث ودار غريب والسحار ومكتبات التراث بالفجالة وكلها مؤسسات عريقة كان لها دور كبير فى خدمة حركة النشر فى العالم العربى ..

إن هذه المؤسسات تعانى الآن ظروفا صعبة أمام ارتفاع تكاليف النشر وتراجع معدلات التوزيع والكتب المدرسية كما أن المنافسة مع دور النشر العربية ولديها إمكانيات ضخمة تلقى على دور النشر المصرية أعباء كثيرة .. إن معرض الكتاب حدث ثقافى كبير وفرصة لإنعاش حركة النشر خاصة أنه يشهد أنشطة ثقافية عديدة فى اللقاءات والحوارات ..

والواضح هذا العام أن المعرض سوف يجمع عددا كبيرا من الدول المشاركة ودور النشر والمؤسسات الثقافية أنه عرس ثقافى يتجدد كل عام ويجب أن نحافظ على دوره لأنه واحد من أهم وجوه الثقافة المصرية .. إن معرض الكتاب من أهم الأحداث الثقافية ويحتاج إلى اهتمام دائم كما أن دور النشر المصرية تعانى أزمة كبيرة ولابد من توفير الحماية لها..