تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

مصر والسودان وطن واحد

زرت السودان مرات عديدة ولى فيه عدد كبير من الأصدقاء فى مواقع كثيرة وكنت دائما حريصا على أن نحافظ على خيوط الود والتواصل بيننا.. والشعب السودانى من أطيب الشعوب العربية وأكثرها ثقافة ونبلا وترفعا وهو شعب يجمع كل ألوان الفكر تدينا وانفتاحا.. وفى السودان احزاب دينية وصوفية عريقة وفيه واحد من أقوى الأحزاب الشيوعية فى العالم العربي.. وفى السودان نخبة من المبدعين العرب ابتداء بالطيب صالح وانتهاء بالشاعر الكبير محمد الفيتورى وهناك أجيال جديدة من المبدعين الواعدين .. ولا أبالغ إذا قلت إن السودان من أغنى الدول العربية أرضا وماء وذهبا وبشرا وإن ثروات السودان لم تستغل حتى الآن وكان من الممكن أن يكون السودان مزرعة توفر الغذاء للعالم العربى كله..من أكثر المواقف التى كنت دائما أرفضها انفصال السودان عن مصر ثم انفصال الجنوب فى دولة مستقلة .. وأذكر يوما أن الرئيس مبارك اتصل بى وكنت عائدا من زيارة للسودان وقلت له يا سيادة الرئيس إن الشعب السودانى يحبك ويعتقد أن حادثة إثيوبيا قد تركت أثراً لديك، فقال انا أحب السودان وأدرك جيدا أهمية العلاقة بين مصر والسودان إنه التاريخ والنيل والأنساب، قلت له سيادة الرئيس بعد أيام يحتفل الشعب السودانى بانتهاء الحرب الأهلية فى الجنوب وإعلان إنشاء دولة الجنوب وأرى أن مصر لابد أن تشارك فى هذه الاحتفالية، وقرر الرئيس مبارك يومها أن يشارك وفد مصرى رفيع المستوى فى هذه الاحتفالية..هذه قصة للتاريخ كنت شاهدا عليها لأن علاقة مصر والسودان علاقة فريدة وملايين السودانيين الذين يعيشون فى مصر منذ عشرات السنين أصبحوا مواطنين مصريين وبين مصر والسودان روابط كثيرة تبدأ بالنيل وتنتهى عند ملايين البشر الذين اجتمعوا على حب أوطانهم..إن السودان يعيش الآن محنة قاسية تشبه الحرب الأهليةً وهى مأساة لا احد يعرف مداها..إن غياب حكماء السودان عما يجرى يتطلب تدخلا سريعا لوقف نزيف الدم والخراب لأن التدخل الأجنبى سوف يدمر كل شيء والجميع يبحث عن مصالحه..شاهدت شقيقين سودانيين يحملان السلاح، كل واحد منهما ينتمى لجبهة من القوى المتصارعة وألقيا السلاح، وتعانقا وهذا هو السودان الوطن الواحد..دماء السودان التى تتدفق الآن فى الشوارع تغرق شعبا وتاريخا ومستقبلا وحياة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية