القضية لا يمكن اختصارها فى تغيير اسم الأماكن، فهى ليست مجرد أسماء.. إنها تاريخ وبشر وحكايات، وهناك أسماء لم يستطع أحد تغييرها مثل طريق صلاح سالم رغم الخلاف حول الرجل وتاريخه، ولكن شارعه أصبح حقا وهناك رموز وأسماء كانت تستحق الصدارة ولكن لا أحد يعلم عنها شيئا، وفى الأيام الأخيرة نقرر تغيير اسم شركة «مدينة نصر» وأصبح «مدينة مصر» بعد بيعها إلى إحدى الشركات العربية، والبيع لا يعطى الحق فى تغيير الأسماء، لأن الأسماء جزء من الصفقة وسكان مدينة نصر يعارضون تغيير اسمها، خاصة أن اسم مصر أكبر من المدن والشوارع، وهذه رسالة ترفض الاسم الجديد.

{ لم أجد غيرك لأعبر عن القلق والضيق بما يحدث فى مدينة نصر التى تحولت إلى «مدينة مصر» بعد أن نشطت ملحمة «مصر» فى الإعلان الذى يبث الخبر متأسيا على العبث بتاريخ الوطن حتى لو كانت الحكومة ترى فى ذلك تحقيقا لهدف فى صالح الاقتصاد.. فكيف تكون مصر مدينة ؟.. نعم هناك بعض الأحياء أو المؤسسات يسبق اسمها كلمة «مصر» كشركة «مصر للحاويات» مثلا أو “مصر الجديدة” أو غيرها أما أن تكون “مصر” مدينة فهو ما لا يتفق مع كيان مصر الكامل بشرقه وغربه وجنوبه وشماله، ثم كيف تاريخ إنشاء مدينة نصر ومدلول الاسم الذى يشير إلى الانتصار الذى تحقق لنا ضد دول العدوان الثلاثى فى الخمسينيات وإن كان انتصارا سياسيا لا يقل عن الانتصار العسكرى ..كما أن فى الاسم نصيب من اسم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذى حقق هذا الانتصار، بحق غيرتك على تاريخ الوطن وبحق ما نقرأ لك من آراء سديدة وقولك الحق دائما أرجو أن يجود قلمك الحر بما يثلج صدور أبناء الوطن العاشقين لتاريخهم وأنتم فى صدارة هؤلاء العاشقين .

فاروق حسن عبد الفتاح

رئيس قطاع بالمعاش المعادي

{ لا أتصور تعارضا بين «مدينة نصر» و«مدينة مصر» وإن كانت مصر أكبر من أن تطلق على اسم مدينة، ولهذا هناك من يطالب، رغم عشرات الإعلانات، ببقاء اسم «مدينة نصر» ولا أجد مبررا لهذا التغيير.