تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
محمد عبدالمنعم عاش كما أحب
رحل محمد عبدالمنعم فارس من فرسان الزمن الجميل.. اختفى عن الأضواء فى السنوات الأخيرة، جمعت بيننا صداقة جميلة فى الأهرام.. تنقل بين القسم العسكرى وكاتب ومحلل، وجاءته أكبر فرصة فى مشواره الصحفى حين أصبح مستشارًا إعلاميًا للرئيس الراحل حسنى مبارك.
وبقدر ما كنا قريبين فى الأهرام، بعدت بيننا المسافة حين أصبح مسئولا فى رئاسة الجمهورية ، وقد تولى المسئولية فى مكتب الرئيس، وقام بدور كبير فى المنصب، وكان يتمتع بعلاقات طيبة مع أجهزة الدولة بجانب ثقة الرئيس.
كنا نلتقى قليلًا وهو فى المنصب، وترك الأهرام، وكانت له تجربة ناجحة حين تولى مسئولية الإدارة فى دار روزاليوسف، وقام بدور كبير فى تطويرها.. كانت بيننا حوارات كثيرة فى الأهرام، وكان قارئًا ومثقفًا يتابع ما يجرى فى العالم بحكم دراسته للأدب الإنجليزى، وكان يتمتع بقدرات خاصة فى الترجمة، وكان قريبًا من كل المعارك التى خاضها جيش مصر، وكان يعتز كثيرًا بانتمائه لهذه المؤسسة الوطنية العريقة.
تراجعت المسافات بيننا بعد أن تولى المسئولية فى رئاسة الجمهورية، ثم انتقل إلى روزاليوسف وغاب عن الأهرام، وبقى محمد عبد المنعم من أصدقاء الزمن الجميل: كاتبًا ومحللًا ومثقفًا سافر كثيرًا فى آفاق الفكر والثقافة، وكان إنسانًا مجاملًا ، أحاط نفسه بقدر كبير من علاقات الود والتقدير.. عزائى للزملاء تامر وأشرف، وكلاهما فنان جميل.
كان محمد عبد المنعم حاضرًا فى أحداث كثيرة، وقد تنوعت جولاته ما بين المناصب والكتابة وآفاق الفكر وإن بقى على عهده مثقفا فضل دائما أن يسافر فى عالم من الدهشة والإبداع.. واختار فى النهاية أن يبتعد عن الأضواء وزحام الأشياء والبشر، وعاش كما أحب.
fgoweda@ahram.org.eg
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية